
دالية العنب.. سوسن الراهب
دالية العنب التي تنامت عبر كل تلك السنوات وتسلقت الجدار حتى وصلت إلى سطح البيت كان لا بد لها من أحد ما يفكر بحل ينقذها، من أن تبقى منطرحة كجسد يعاني على الأسمنت المشتعل صيفاً، والبارد في الشتاء، والذي يعني أنه لا عناقيد على الإطلاق.
أربع دعامات خشبية.. على الأغلب كانت جذوعاً لأشجار مقطوعة، ثبتت بشكل مرتجل، لتصل بينها في الأعلى شبكة أسلاك معدنية.
لقد كان كل ذلك بمثابة خشبة نجاة للدالية، التي كانت قد بدأت تشعر باليأس، إلا أن إجراءً من هذا النوع كان قد أعاد إليها أملاً جديداً بالعناقيد.
لقد كان كل ذلك بمثابة خشبة نجاة للدالية، التي كانت قد بدأت تشعر باليأس، إلا أن إجراءً من هذا النوع كان قد أعاد إليها أملاً جديداً بالعناقيد.
بدأت برمي محاليقها كعفاريت صغيرة تتسلق بصمتن ولكن بهمة عالية متشبثة بالأسلاك، لتسحب وراءها براعم جديدة.. ثم لا تلبث أن تتحول تلك البراعم إلى أذرع للدالية. أذرع كثيرة خضراء متشابكة تحتضن بعضها.
لم يمض وقت طويل جداً.. ربما ربيع واحد، وبعده صيف، ثم ربيع، وصيف آخر؛ ليتمخض كل ذلك عن خيمة خضراء وعناقيد. الخيمة التي كانت مسرحاً لهناءات لا تحصى في المساءات الندية لأصياف غابرة. دالية العنب.. دالية العنب.
.
.
*كاتبة من سوريا
.
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews