إضاءاتالعناوين الرئيسية

تلك السنة … أحمد علي هلال

تلك السنة … أحمد علي هلال
تُرى هل مضت وحيدة لا تلوي على شيء سوى من غبار الأغنيات –تلك السنة- التي احتطبت في ذاكرتنا؟
كثيرون تساءلوا عن الفارق بين ما مضى وما سيأتي، بعد تلك السنة .. ولكل زاويته وفلسفته في التأويل.

لكن السؤال الكبير خارج هذه الأسئلة النافلة: تُرى من يقود الذائقة الجمعية ليصنع «فرحاً» عابراً للحدود، فرحاً يشبه رقصة زوربا وهو يومئ للحياة أن تستمر رغم كل شيء؟  والبعض مازال يسبح في فلك تلك الأسئلة القديمة الجديدة، أي كيف نصنع الفرح وكيف ندخل هذا العام بخطا مختلفة لا نستعيد فيها ذات الكلمات التي تُقال عادة، بقدر ما يفتش المرء عن مفردات جديدة تجعل الواقع أكثر قدرة على الاحتمال، حدَّ أساطير تُروى كل صباح بنجاة الحياة من براثن البرد والعتمة، الصمت والكلام، اليأس وطفله المدلل الأمل، تنتصب الحياة هناك كجدارية يوقع عليها الأحياء، ذلك النذر اليسير من أحلامهم، لكنهم الأكثر قدرة على افتراع الأمنيات، فمن يقود الذائقة الجمعية هنا سيبدو بمفارقة أثيرة هو الغناء، إذ تلمع نجوم كثيرة في سماواته. وماذا لو احتشدت تحت سماء واحدة، أيكفينا الغناء هنا، أم نتوسل بعض ظلال الأغنيات القديمة، لنتلمس فيها بعض الدفء المسروق؟

ذات تساؤل حار، أما زال المغنون هم النجوم، ولم لا يكون نجوم الأدب والإبداع والكتابة، الذين احتطبوا في أرواحهم واللغة، ليصنعوا فرح الحياة، ويصعدون إلى منبر واحد ليتبادلون الشعر مثنى ورباع، كما هم المغنون، وتمضي المفارقة إلى آخرها، من سيقرأ لهم مادامت الصورة الأكثر انتشاراً وتداولاً هي الطرب فحسب.

ولكن ألا يصنع الشاعر وسواه ممن وُصفوا ذات يوم بأنهم «سارقو النار»، ومن ساروا على دروب الأولمب ليحملوا شعلة أرواحهم، ضوءا ومسرات ؟اذن نمضي الى عام جديد أو الى رحلة جديدة لنقبض على خرائط الروح لننجو بالحياة، ونفيء في ظل رواية جديدة _ربما _ طالعة كوردة الشتاء، أو الى قصيدة ما ندرك كم سهر مبدعها في ضوء روحه، أكثر أو أقل وأنت أيها القارىء العزيز: هو سؤالك الأثير: أين تسهر هذا المساء؟!
.

*كاتب وناقد فلسطيني – سوريا
.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى