هل يُغلق أردوغان مثلث الضحايا لِـلَـوثـَةِ ” العَظَمَة ” بعد صدَّام والقذَّافي – الأميركي حفَّار القبور
طارق عجيب – رئيس التحرير ..
|| Midline-news || – الوسط ..
إن كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قادراً فعلاً على الوقوف في وجه أميركا والغرب فلا يسعنا إلا أن نحتسب له هذا ، ويجعلنا نقدر لتركيا انتقالها إلى هذه المرتبة من القوة والقدرة ، بحيث أصبحت تمتلك مقومات النديَّـة الكاملة للقوى الكبرى في العالم ، عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ، والكبرى أيضاً في صناعة واستثمار سلاح الإرهاب ، وجيوش الجهاديين والانتحاريين ، وشرطة الخلافة في الشوارع التي تستهدفها هذه القوى على امتداد جغرافية مصالحها .
قـد يكون أردوغان أطلَّ على أسرار القوة التي يحكم بها العالم الغربي باقي العوالم من دولٍ وشعوب ، وقـد يكون اعتقد أنه باطلاعه هذا ، وبالإرث العسكري والسياسي والاقتصادي الذي استلمه من الدولة الأتاتوركية ، إضافةً إلى الشارع الفقير الذي نجحَ في اللعب على مواطن ضعفه وأدلجته وتجييشه وتجنيده ضمن مشروعه الإسلامي ، اعتقد أنه امتلك القدرة على الإمساك بخيوط اللعبة في محيطه الذي يستحضر منه تاريخاً يؤجج في ذهنيته لوثة العَظَمَة والسَّطوة والهيمنة التي امتلكها يوماً أجداده العثمانيين كما هو يذكر ويتباهى .
أردوغان يترجم هذه اللوثة بسياساتٍ وقراراتٍ وتصريحاتٍ ومماحكاتٍ وتهديداتٍ بسقفٍ عالٍ ، تتناسب مع ما يرى أنها مكانته وقدرته القادر من خلالهما أن يوازن كفة الأميركي ومن معه من دول الغرب والمنطقة .
هنا لا نحتاج إلى الكثير من الاستشهادات وذكر المقدرات والمميزات لكل ” طرف ” من كفتي الميزان التي يضع أردوغان نفسه في إحداهما مقابل من يراهم يعادلونه في الكفة الأخرى ، لكي نستحضر بدورنا تاريخاً ليس ببعيد ، بل لا يزال مطبوعاً ” بطزاجة ” في أعيننا وذاكرتنا ، حين استثمر الأميركي لوثة ” العَظَمَة ” التي اصابت بتواطؤ وتشجيع وتسهيل أميركي غربي كلاً من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي .
تتشابه إلى حد كبير الكثير من الظروف المحيطة بكل حالة من الحالات الثلاث صدام – معمر – رجب ، وتتشابه الأعراض و ” التجليات ” ، و المُحبِطُ أنَّ اللُّوثة هذه لا تترك للعقلانية والمنطق أي فُسحة أو نافذة للحضور ولو بالحدِّ الأدنى الذي قد يُبطل التشابه بالممارسات وبالتالي من الممكن أن يُبطل التشابه بالخواتيم .
تصرفات أردوغان الأخيرة وإن اعتبرها كثيرون حنكةً أو دهاءاً أو حرفيةً في استثمار الأوراق والتناقضات في العالم ، إلا أنها تفتقد على أرض الواقع للروافع اللازمة والمحورية لضمان وصولها إلى غاياتها المقصودة ، وليس إلى غايات من لديه القدرة على استثمار اللوثة وإرهاصاتها وتداعياتها ، ولا يختلف هذا الحراك المحموم والمنتشي كثيراُ عن الحركات الأخيرة للرقصات في رحاب اللُّوثة التي تُسكر من تراهم سكارى وما هم بسكارى .
يقول المثل الشعبي ، إن فَتحت المقبرةُ أبوابَها في حالةٍ ، فهي لا تغلق قبل ثلاث ، فهل يُغلق حفَّار القبور الأميركي مقبرة اللُّوثة هذه ، بالضِّلع الأخير من المثلث .