رشا الشوفي: الرسم والغناء تفريغ لمشاعري وحالاتي النفسية بأجمل الصور
واقع الحركة التشكيلية أفضل.. والمواهب الغنائية حظوظها ليست كمطربي الليل

ما الذي يميز مطلق موهبة عن سواها؟ أليس: الإبداع والشغف والابتكار!
.
.
“تعدد المواهب”
ما بين الفن التشكيلي، والغناء، والعزف.. فضلاً عن إبداعات أخرى. تتعدد المواهب لديكِ.. ألا يحدّ من تألق موهبة على حساب أخرى؟ وأين نجد رشا الشوفي كفنانة، هل في التشكيل أم الغناء؟
أما العزف فهو كان بالأساس لتعلم الصولفيج، مما يساعدني أكثر على صقل موهبة الغناء و التدريب عليها بشكل أكاديمي. وحالياً أتدرب على البيانو. إنما مشروع العزف المستقبلي هو على (الرق) فهو من آلات الإيقاع.. وهو النمط المفضل لدي والذي سيساعدني في الغناء أيضاً.
.
هناك سؤال تقليدي، لا أرغب عادة في طرحه، لكنني لن أغمد تأثير الكبار عليكِ.. هل ثمة من تأثرتِ بهم؟
طبعاً.. هناك فنانون كثر تأثرت بهم كحال أي فنان في بداية مشواره يتأثر بحالة فنية معينة (مدرسة فنية أو فنان معين) إلى أن يجد هويته. لقد تأثرت بالفنان سلفادور دالي وبأفكاره الغريبة والفلسفية. وكذلك الفنان الفرنسي رينوار التابع للمدرسة الانطباعية. وأكثر التأثر كان بالفنان الهولندي رامبرنت فنان الظل والنور.. ومؤكد هناك باقة من الفنانين العرب الذين تأثرت بهم مثل: مروان قصاب باشي. ولؤي كيالي وغسان السباعي وغيرهم.
.
.
.
“تشجيع الأهل”
في محور الفن التشكيلي.. نعرف الكثير عن فنك الجميل في المرحلة الحالية والأسبق. لكن ماذا عن بداية ظهور موهبتك في الرسم وكيفية تطويرها؟
بداية ظهور موهبتي منذ الصغر. من الأعوام الخمسة الأولى بدأت أمي ومعلمة الصف التحضيري بملاحظة اختلافي عن باقي الطلبة من ناحية الخط واللون والتعبير. وبدأ التشجيع من الأهل في المرحلة الابتدائية والإعدادية. وفي المرحلة الثانوية كان والدي -رحمه الله- يعرض بعض لوحاتي البسيطة على بعض الأصدقاء الفنانين مثل الدكتور عبد الكريم فرج. الذي شجعني لأكمل مشواري بالفن (فيما الآن تساندني والدتي المتذوقة والمتابعة للفنون وتقدم الرأي والملاحظة).
إنما آنذاك، كانت أعمالي بكل هذه المراحل بتقنيات الرصاص والألوان الخشبية. وفي السنة الأولى من الجامعة (حيث اني درست جيولوجيا وتعمدت أن لا أدرس الفنون الجميلة لأجعلها رديفة لأي فرع آخر أدرسه) رسمت لأول مرة بالألوان الزيتية، وبدأت مشوار الألوان واللوحات القماشية والرسم على الخشب.. ثم بعدها بدأت تجربة ألوان الإكريليك. وبدأ التطور يزداد يوماً بعد يوم نتيجة التدريب المستمر وحضور المعارض ومتابعة الحركة الفنية، فضلاً عن شغفي.
.
تتقنين وتستخدمين تقنيات متعددة: الألوان الزيتية والمائية والفحم والطباشير وغير ذلك. إنما أي التقنيات أعلاه الأقرب إلى نفسك؟
كل التقنيات هي عبارة عن وسائل لإيصال الشعور والإحساس والفكرة. وكل من هذه الوسائل تلبي هذه الغاية. لكن الاختلاف بتقنيات الرسم المختلفة يكون لعدة أسباب مثل: التجربة.. الاكتشاف. الابتكار.. محاولة تطوير التكنيك.. إلخ. منذ سنتين وحتى الآن أنا أرسم بتقنية جديدة وهي الفحم الأبيض والطباشير. واجد متعة كبيرة فيها.
.
.
“قدرات وصعوبات”
فيما يخص قدرتك على استخدام الفحم الأبيض والطباشير لإنجاز لوحات “الأبيض والأسود”. أليس صعباً وشاقاً بعد إتمام لوحة وتثبيتها باللاصق وإنهائها، إصلاح خطوط أو ظلال؟ كما في اللوحات الزيتية مثلاً.
نعم صحيح، هناك صعوبة في تقنية الطباشير كونها مواد حساسة تتطلب استخداماً خاصاً للحفاظ على اللون. على عكس الألوان الزيتية والإكريليك السهلة في الاستخدام والتعامل. لكن يبقى لكل أسلوب جماليته مهما بلغت صعوبته.
.
عذراً لسؤالي.. لكن في ظل ظروفنا الاقتصادية الحالية، أشك في أن تستفيدي مادياً من الرسم! كحال معظم الفنانين! فما الذي يدفع رشا الشوفي للاستمرار في إنجاز اللوحات؛ رغم التكلفة الكبيرة لاقتناء المواد اللازمة؟
لم أختر دراسة الفنون الجميلة منذ البداية لئلا يكون الفن بالنسبة لي مصدر رزق وعيش (!) رغبتي أن أنقل وأفرغ أحساسي وأفكاري عبر اللوحة أهم لدي من الفائدة المادية. ربما يأتي يوم وتُقتنى كل لوحاتي. أو حتى لا تُقتنى أي منها! في الحالتين أنا أرسم من أجل الفن وإيصال رسالتي الفنية.
.

.
“واقع الفنون”
لديكِ مشاركات عديدة في المعارض الجماعية.. كيف تقيّمينها كتجربة؟ ومتى موعد معرضك الذي عرفنا أنكِ تعدين له؟
صحيح، شاركت في العديد من المعارض الجماعية وكانت مشاركات ناجحة أثرت بشكل إيجابي علي، تطور عملي أكثر من خلالها، وبت أسعى لإنجاز أعمال متنوعة وغير مكررة وتقديم تجارب جديدة.. ومؤخراً بدأت التحضير لمعرض فردي يتوقع أن يكون في الربيع المقبل كأبعد حد.
.
لنتطرق إلى رأيك كفنانة ومثقفة جريئة في طروحاتها:فكيف ترين واقع الحركة الفنية في سوريا (تحديداً المواهب الشابة) في الغناء والموسيقى والتشكيل؟
واقع الحركة التشكيلية في سورية من وجهة نظري هو جيد جداً، خاصة في آخر 10 سنوات (خلال الحرب)، حيث استمرت الحركة الفنية وإن بعجلة بطيئة نوعاً ما بسبب هجرة أو سفر الكثير من الفنانين إلى خارج سوريا. لكن كبلد فيه كل هذا الدمار وعلى كل المستويات أجد أن الفن كان حاضراً بقوة، وإن اختلفت المستويات المقدمة.
أما فيما يخص الحركة الفنية الموسيقية والغناء.. هناك الكثير من المواهب والأصوات الجميلة لكن لاتتوفر لديهم الكثير من الفرص والحظوظ والمنابر كي يبرزوا مواهبهم… وهذا تحكمه الواسطة والمحسوبيات! وللأسف الساحة الآن من حظ مطربات ومطربي الليل في أماكن السهر.
“موهبة غنائية”
أنتِ صاحبة صوت جميل، ولديكِ مشاركات عدة، سواء في حفلات فنية أو عبر “كورال” هل يصقل الكورال صوت وشخصية الموهبة؟ أم هي مرحلة لإنطلاقة أكبر؟
الحفلات الفنية التي شاركت بها شكّلت تجربة رائعة لي على عالمستوى الشخصي والفني. من حيث الوقوف أمام جمهور، وكسر رهبة المسرح.. الكورال الذي انتسبت له لمدة سنة ونصف -تقريباً- صقل موهبتي وطورني وزاد من خبرتي الفنية.
.
هل لديك حلم ما على صعيد الغناء؟ لنفترض تقديم أغنية “سنجل” أو ربما “ألبوم”. وما هو اللون الغنائي وكذلك المواضيع التي تميلين إلى طرحها لو قيض لك إتمام أغنيات ما أو ألبوم “سي دي”؟
.
.

.
“عوالم جديدة”
في عودة إلى أول أسألة حوارنا -حول تعدد المواهب- ينتابني الإحساس بأن رشا الشوفي قد تقتحم عوالم فنية جديدة، وتقدم لنا مفاجأة! هل أنا محقة؟
أنا بطور اكتشاف نفسي. ومع كل نتيجة أحصل عليها يكون هناك مجال جديد أفرغ به ما بجعبتي من طاقة فنية.. فربما يكون هناك اكتشاف جديد وعوالم جديدة. من يدري؟ الزمن كفيل بذلك، خاصة أنني أرحب بأي شيء يمليه علي عقلي وقلبي.
.
