فضاء الوسط

الإباحية الإلكترونية ..

 

تمثيل .. خداع .. تنمر .. خدش للحياء .. نشر للرذيلة … وإفساد جيل …

انتشرت في الآونة الأخيرة منصات مشاهدة على السوشيال ميديا متشبهة بمنصات عالمية، لكنها بعيدة كل البعد عنها لما تحمله من استخفاف بعقول المشاهدينن وأخرى تثير غرائز المراهقين وشهواتهم.

فكمية الهرج الموجودة في المنصات  المبنية على تلك المقالب والتي اتضح فيما بعد أن 90% منها مدبرة، وهي فقط عبارة عن تمثيل وخداع، الغرض منها فقط الحصول على أعلى نسبة مشاهدات مهما كانت الطريقة، هدفها الربح المادي والشهرة السريعة دون اي منفعة أو رسالة تحملها هذه المنصات إلى المجتمع ، بل على العكس، فهذه المنصات تنشر التنمر والترهيب والمواقف المؤذية.

أما المنصات التي تنسب نفسها إلى الدارما، والتى تنشر فيديوهات فيها مضامين خارج نطاق الأدب، لتحصل على نسب مشاهدة كبيرة، فجل اعتمادها على الإيحاءات الجنسية وإثارة الشهوات من خلال المحتوى الرخيص المقدم.

هكذا منصات انتشرت بكثرة دون أي رادع من أي جهة كانت، إعلامية أو ثقافية أو حتى الجرائم الإلكترونية، علماً أنها تعتبر سرقة غير مباشرة، ليس فقط للوقت، بل للعقول والأخلاق، كما أنها منصات تدعو إلى التنمر والاستهزاء بالآخر، والاستخفاف بعقول المشاهدين من خلال مقالبها التي لا تستثني كبيراً أو صغيراً، بهدف اضحاك العامة.

الأكثر خطورة أنها تشكل منبراً لنشر الرذيلة والإباحية والابتعاد عن الحياء والقيم الاجتماعية، لتكون جسراً لصناعة المال والشهرة، حيث لوحظ في الفترة الأخيرة أن بعض المراهقين والشباب المبتدء بدأ بتقليد هذه المنصات، والانزلاق إلى ارتكاب أفعال غير محسوبة العواقب، بسبب عدم إمكانية مراقبة المحتوى، وعدم السيطرة على ما يشاهده أبناؤنا، وخصوصاً أن هذا الجيل يتأثر بما يراه ويحاول جاهداً البحث عن الشهرة السريعة والحصول على الأموال بأي طريقة كانت.

المنزل والأهل في هذه الحالات غير كافيين للسيطرة على ما يشاهده هذا الجيل، بل يجب أن يكون هناك جهات رسمية ووصائية تضع الضوابط على المحتويات المنشورة على السوشيال ميديا، عبر إلزامية ترخيص المنصات وتحديد شروط وقوانين وأنظمة العمل فيها أسوة بالنقابات المهنية والجهات المعنية، ومن ثم المراقبة الدائمة على المحتوى.

لابد من إيجاد وتطبيق حلول تحصن المجتمعات والأجيال الناشئة، وتحافظ على القيم الأساسية الأخلاقية والمجتمعية الضامنة لعدم الانفلات الأخلاقي وانحلال وتفكك المجتمعات نتيجة التأثير الكبير والمرعب لهكذا منصات، بعد زمن قد لا يكون طويلاً، على هوياتنا وبنيتنا كأشخاص وكمجتمعات.

 

*مازن اسمندر .. كاتب .. طالب إعلام – سوريا ..

 

صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى