الذهب يرتفع على أمل تباطؤ وتيرة رفع أسعار الفائدة

اقتربت أسعار الذهب اليوم الإثنين من أعلى مستوى لها منذ سبعة أشهر، مدعومة بهبوط الدولار وبآمال أن يبطئ مجلس الاحتياطي الاتحادي وتيرة رفع أسعار الفائدة.
وارتفعت أسعار الذهب 0.2% إلى /1868.89/ دولاراً للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 00.16 بتوقيت غرينتشن، فيما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2% إلى /1873.80/ دولاراً، وانخفض مؤشر الدولار 0.2%، ما يجعل الذهب أرخص للمشترين في الخارج.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة الماضي أن الاقتصاد الأمريكي أضاف وظائف بشكل قوي في ديسمبر/ كانون الأول، في الوقت الذي ما زالت فيه سوق العمل تعاني من الشح، ولكن مسؤولي بنك الاحتياطي الاتحادي قد يستمدون بعض الدعم من ارتفاع متوسط في الأجور، وانكمش نشاط صناعة الخدمات في الولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) لأول مرة منذ أكثر من عامين ونصف وسط ضعف الطلب، ما قدم مزيداً من الأدلة على أن التضخم آخذ في الانحسار، ويقلص ارتفاع أسعار الفائدة جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم ويرفع تكلفة فرصة حيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.6% إلى /23.95/ دولاراً، بينما ارتفع البلاتين 0.5% إلى 1094.97 دولاراً، وتراجع انخفض البلاديوم 0.1% إلى /1804.30/ دولارات، وكان تقرير صادر عن «جولد بيليون» قد توقع أن يكون أداء الذهب في 2023 أفضل بكثير من 2022، بسبب زيادة الطلب من البنوك المركزية والتوترات الجيوسياسية المستمرة، مشيراً إلى أن هناك /4/ عوامل تجعل 2023 عام الذهب.
وعزا التقرير ذلك إلى أن البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم تشتري الذهب بوتيرة قياسية، فيما استمر هذا الاتجاه على مدى السنوات الـ 13 الماضية على التوالي، ولكن تسارعت وتيرته أخيراً بعد أن قامت البنوك بزيادة احتياطات الذهب كوسيلة لتنويع الحيازات من العملات الأجنبية وتقليل الاعتماد على الدولار.
وكشف مجلس الذهب العالمي أن الطلب على الذهب من البنوك المركزية يبلغ حتى الآن /673/ طناً، متجاوزاً جميع الإجمالات السنوية منذ عام 1967، وأضاف أن أحد الأسباب يتمثل في محدودية المعروض من الذهب من المناجم الجديدة، ما يدعم ارتفاع الأسعار إذ يمثل تعدين الذهب 75% من المعروض السنوي، لذا فإن توافر الذهب يعتمد إلى حد كبير على إنتاج التعدين.
ولفت التقرير إلى عامل آخر وهو رفع الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة بأسرع وتيرة في التاريخ خلال 2022، لتسجل الفائدة 4.5% إذ من المتوقع أن يستمر هذا الرفع حتى وقت متأخر من 2023، إذ تعد أسعار الفائدة أحد العوامل الرئيسة التي يمكن أن تؤثر في الطلب على الذهب، ويمكن أن تؤثر في جاذبية الذهب مخزناً للقيمة أو للتحوط من التضخم، فحينما تكون أسعار الفائدة منخفضة من المرجح أن يشتري المستثمرون الذهب أصلاً آمناً ما قد يرفع سعره.