
بسبب الحرب في أوكرانيا… تكبد العالم أعباء اقتصادية إضافية.. ظهرت في ارتفاع أسعار مواد الطاقة والنفط والغذاء ما جعل الاقتصاد العالمي يخسر تريليون دولار بعد ثلاثة أسابيع من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
و كشف تقرير حديث أن الحرب في أوكرانيا قد تضيف 3% إلى التضخم العالمي هذا العام، وتمحو تريليونات من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2023.
وذكر التقرير الذي أعده المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية (NIESR)، أن الحرب قد تمحو 1% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي ما يعادل تريليون دولار بحلول العام المقبل.
يأتي ذلك في وقت تستعد الأسواق لمزيد من الفوضى في سلسلة التوريد بسبب الدور الرئيسي لروسيا وأوكرانيا في تجارة الطاقة والسلع الأساسية، من النفط والغاز إلى القمح والذرة والبلاديوم.
قال مدير المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية والاجتماعية، البروفيسور جاجيت شادا: “قد تتأجج دورة التضخم أكثر إذا اختارت البنوك المركزية، وهو أمر مرجح، أن تتفادى ويلات الحرب عبر سياساتها النقدية”.
وجادل مركز الأبحاث بأن هذا من شأنه أن يغذي التضخم العالمي ويشكل خطراً على النمو الاقتصادي.
وأضاف أنه في حين أن ارتفاع أسعار النفط والغاز من شأنه أن يخفف جزئياً من تأثير العقوبات على روسيا، فإن الناتج المحلي الإجمالي في البلاد سيظل ينكمش بنسبة 1.5% هذا العام وأكثر من 2.5% بنهاية عام 2023.
ومن المتوقع أن تكون أوروبا المنطقة الأكثر تضرراً بسبب روابطها التجارية واعتمادها على إمدادات الطاقة والغذاء الروسية، مع تأثر الأسواق الناشئة بدرجة أقل من الاقتصادات المتقدمة.
وأضاف تشادا أن مركز الأبحاث يتوقع زيادة الإنفاق العام “لدعم التدفق الهائل لطالبي اللجوء” من أوكرانيا وتعزيز الإنفاق العسكري، مما سيحد من الآثار السلبية على الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي.
فيما يرى الخبراء أن ارتفاع أسعار الطاقة أدى إلى تصعيد المخاوف من “الركود التضخمي” حيث ارتفعت أسعار النفط القياسية فوق 119 دولاراً للبرميل اليوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، حيث حذر المسؤولون من أن أمن الطاقة العالمي يتعرض للتهديد وسط الأزمة الأوكرانية.
الاقتصاد العالمي يخسر تريليون دولار…بسبب الحرب في أوكرانيا
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
وفقا للخبراء سيؤدي الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية حيث وصل سعر القمح إلى 10.23 دولار للبوشل، وهو أعلى مستوى في 14 عاماً كما ارتفعت أسعار الذرة أيضاً إلى أعلى مستوى منذ عام 2012، ووفقا للخبراء فإن ارتفاع أسعار النفط والقمح يرسم صورة قاتمة للتضخم.
كما قال صندوق النقد الدولي في تقرير له، أن العواقب الاقتصادية ستكون بالغة الخطورة بالفعل بسبب الغزو الروسي ووفقا لبيان النقد الدولي، سيكون لصدمة الأسعار تأثيرها على العالم بأسره، خاصة على الأسر الفقيرة التي يشكّل الغذاء والوقود نسبة أكبر من إنفاقها.
وأكّد الصندوق أن الأزمة الراهنة تخلق في كثير من البلدان صدمة معاكسة على صعيدي التضخم والنشاط الاقتصادي، وسط ضغط الأسعار المرتفعة بالفعل.
خسائر الاقتصاد الأوكراني
سبق وقال نائب وزير الاقتصاد الأوكراني دينيس كودين، إن الحرب الروسية على أوكرانيا تسببت في خسائر بقيمة 119 مليار دولار للاقتصاد الأوكراني كاشفا عن أن صادرات المعادن ستقل، لاسيما وأنها تمثل حصة كبيرة من إجمالي الصادرات الأوكرانية.
وبشكل عام تم إغلاق الموانئ والمطارات بعد غلق كثير من الطرق والكباري إما تضررت أو دُمِّرَت وبات من الصعب للغاية تقدير الاحتياجات التمويلية على وجه الدقة في المرحلة الراهنة.