الإماراتية سمر مطر: لأجل الطرب هجرت الطب .. وافتقدته خلال زلزال سوريا

.

هجرت الطب
يفترض أن نسمي رحلتك الفنية “رحلة الذهاب والإياب” فها أنتِ تعودين إلى الساحة الفنية وفي جعبتك عدة أغنيات.. لكن رغم ذلك أرى الإياب هادئاً بطيئاً، وليس كما ظهورك الأول قبل نحو 20 عاماً؟
-قررت في أكثر من مرة أن أعود إلى الغناء، عندما كنت أرى زملائي ينتجون ويطلقون الأغنيات، وحاولت العودة مرتين في سنوات 2013 إلى 2015، لكن ظروف البلدان العربية لم تساعدني آنذاك، فمعظمها مشغولة بالحروب.. وقبل عامين أو أكثر وجدت الفرصة سانحة، ليس لأن الأجواء في البلدان العربية هدأت، بل لأنني أحسست أن الأمر قد يطول، بينما زملائي الفنانين يواصلون النجاح والتقدم. لكن مرحلة النضج التي أعتقد أنني وصلت إليها وأنا بعيدة أراقب الساحة، أفادتني وساعدتني كثيراً على العودة بشكل هادىء ومغاير.. لذلك قدمت في أول عودتي -أو كما تقولين في الإياب- أغنيات هادئة أهمها “ضيّعت مستقبلي” التي لفتت الأنظار إليها.
لعل كلماتها هي التي لفتت ليس الأسماع فقط، بل الأقاويل والإشاعات التي تقول إنها لسان حالك إبان عودتك إلى الغناء.. بعد أن تخليتِ عن نجاحك السابق، ويسبقونك كثر الآن في الساحة؟
-الجزء الثاني من سؤالك صحيح.. نعم سبقنني من بدأن بعدي، سواء في الخليج أو بعض البلدان العربية. لكن أغنية “ضيّعت مستقبلي” حصلت عليها بطريق الصدفة. فالأغنية من كلمات الشاعر رامي العبودي، وكان الفنان الإماراتي فايز السعيد يستعد لتلحينها، وقال إنها مناسبة لصوتي، و”ستربك الساحة وتكسر الأرض وتثير الأسئلة”. فأقنعني بذلك وأطلقتها، ونجحت بالفعل، لكنها ليست لسان حالي ولا تعبّر عني.
.

لأجل الطرب
قبل أن نستكمل الحوار، حدثينا عن أول ظهور للفنانة سمر مطر في الساحة الفنية، كي نُعرّف القراء على رحلتك، بخاصة أنكِ غبتِ عن الساحة الفنية 10 سنوات، بعد أن تميزتِ في عالم الأغنية الإماراتية والخليجية نحو 10 سنوات؟
-بدأت مسيرتي الفنية عام 1999 بعد مشاركتي في برنامج “دبي معكم” وفزت به عن فئة الطرب الأصيل، ثم بعد ذلك شاركت في مهرجان القاهرة الدولي عن فئة المغنين الشباب، واعتمدت من اتحاد الإذاعة والتلفزيون في مصر. فتولت شركة روتانا إنتاج أعمالي.
أما انطلاقتي الفعلية فكانت عبر “مهرجانات دبي للتسوق، وهلا فبراير الكويت”. أول ألبوم أطلقته كان بعنوان “سمر 2000” من إنتاج شركة روتانا. وتعاونت مع عدد من كبار المطربين العرب منهم: الفنان حمود ناصر وتامر حسني وعبد الله الرويشد وفايز السعيد. وقدمت خلال مسيرتي 5 ألبومات غنائية. بينما قمت بتصوير 10 أغنيات فيديو كليب.
هجرت الطب، رغم حصولك على الشهادة الجامعية، واتجهتِ إلى الغناء، وحجزتِ موقعاً في الساحة الخليجية، في ظل وجود النجمات أحلام ونوال الكويتية وشمس وأريام وأروى ووعد وغيرهن. ثم تركتِ الغناء دون إعلان!
-كل ما حدث أنني قررت الزواج والاستقرار وإنجاب الأطفال وتكوين أسرة. وهذا ما تحقق لي بعد 10 سنوات. وكنت حين يسألونني هل اعتزلتِ؟ أقول: أنا شغوفة في الغناء، لا أستطيع دونه. انتظروني فأنا مثلكم أنتظر العودة إليه.
أنا إنسانة من بيئة إماراتية محافظة، درست الطب البشري وتخرجت من كلية دبي الطبية، وحصلت منها على بكالوريوس في الطب، وعملت في المشافي. ثم نعم لأجل الطرب هجرت الطب ، وأقدمت على تجربة الغناء ببرنامج هواة، وفزت وانطلقت وأصدرت ألبومات غنائية، وكل ذلك وأنا لم أتمّ 27 سنة من عمري.. عشتُ في صراع ومتاعب، فكان لابد من الغياب للتأمل وقراءة أفكاري ومعرفة ما أريد حقاً.. وها أنا مجدداً أختار الغناء الذي انتظرني وانتظرته.
.

أغنيات العودة
هل أرضتك الأصداء بعد طرحك 3 أغنيات دفعة واحدة (فضيلي نفسك- ضيّعت مستقبلي- أبوس الأرض)؟ وكيف كانت آراء الجمهور حيال أغنيات سمر مطر؟
-إن إقدامي الآن على سماع وتجهيز أغنيات جديدة سأطرحها في مقتبل صيف 2023، يحمل تأكيداً بأنني سعيدة جداً بآراء وسائل الإعلام وكذلك الآراء في وسائل التواصل الاجتماعي، عدا عن جمهور قناتي على يوتيوب. وبعض الزملاء الذين هنئوني ودعموني في قرار عودتي لأجل الطرب والغناء.
عدت بأغنيات تتراوح بين الطربي والشعبي الحيوي الشبابي. لكن أغنية “أبوس الأرض” هي الأحب لدي، لأنني أناشد فيها “الفن والغناء” أي أن الفن هو الحبيب! وهي من كلمات علي العمري وألحان عادل إبراهيم.
يقول أحد مقاطعها:
تعبت أبكي على غيابه
ودمعي غيث في صيفه
ياليت الشوق لي جابه
وعود يرسي في سيفه
وهذا القلب وهذا بابه
واسمه رمز تعريفه
أبيه يراجع حسابه
ويعرف وين تصنيفه

جديد و متجدد
في ظل طرح آخر ألبوم لك عام 2010، وعودتك مؤخراً.. لا بد أنك وجدتِ موضوع الإنتاج وطرح الألبومات قد اختلف! هل لديكِ خطة مغايرة؟
-أعي جيداً، أنه وكي أحقق مكانة جيدة في الساحة الخليجية، يجب أن أطرح أغنيات منفردة، سأطرح أعمالي بين فترة وأخرى كلما أتيحت لي الفرصة. فأنا حالياً لست منضمة إلى أي شركة إنتاج، وجميع ما أطرحه إنتاج شخصي. لكنني أدرس بعض العروض المقدمة لي للإنتاج. إنما -وتأكيداً على طرحك- نعم الأمور اختلفت عما كانت عليه في السابق، خاصة أننا نعيش في عصر السرعة، وفكرة الأغاني المنفردة هي السائدة أكثر من طرح الألبومات الفنية. وفي نيتي بالتعاون مع فريق عملي أن أطرح أغنياتي (mix song) بين الطربي والشعبي، وبين اللهجة الإماراتية والبيضاء.. بحيث أعيد استقطاب جمهوري.. وبناء جمهور جديد.
وأنا فعلياً الآن بصدد أغنيات لحفلات عيد الفطر والصيف المقبل، أجهّز الجديد المتجدد في الكلمة واللحن، مع المبدعين الإماراتيين والسعوديين (فايز السعيد وأصيل أبو بكر وراشد الماجد ووليد الشامي ورامي عبود). عدا عن مشاركتي في أوبريت خاص بالإمارات.. وأغنية وطنية من كلمات أنور المشيري. وثمة أغنية نعمل عليها “عراقية اللهجة” تدور في إطار (لأجل الطرب هجرت الطب). وهناك أغنية لا أدري متى أطرحها، تضم أسماء أولادي (محمد- آية-يحيى- حورية).

زلزال سوريا
كان لهذا الحوار أن يُنشر قبل نحو 10 أيام، لولا وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا.. فأرسلت فنانتنا النبيلة تطلب إرفاق تحياتها وتعاطفها ومشاعرها تجاه أحبتها السوريين في ختام هذا الحوار معها.
-تقول الفنانة الإماراتية سمر مطر:
أصابني الزلزال في قلبي..
مرة أولى لأجل الأشقاء في سوريا، خاصة أن قسم من معلماتي الحبيبات كن سوريات، كما أن أعدادهم في الإمارات كبيرة، وألتقي الجالية السورية في حياتي اليومية بشكل دائم.
ومرة ثانية لأنني لا أزاول الطب الآن.. افتقدت الطب وكوني طبيبة، فلعلي كنت قدمت خدمات طبية لأشقائنا في سوريا. لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي -ربي يحفظه- أمر بافتتاح حملة التبرعات بدبي في يوم مخصص لدعم السوريين. وعسى ما نكون قصرنا.
.