العناوين الرئيسيةدولي

إنتخابات التجديد النصفي للكونغرس .. مؤشرات عودة ترامب ..

ماذا تعني هزيمة النائب الجمهورية "ليز تشيني"

 

إنتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني المقبل هي منعطف مهم بالنسبة للأمريكيين ، لكنها تمثل مفترق طرق حاسماً بالنسبة لفرص ترامب في العودة للرئاسة.

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لم ينس النهاية الدرامية لفترة رئاسته (2016-2020)، وقد أصبح الرقم الأصعب على الإطلاق في الحياة السياسية الأمريكية، إذ يتمتع بشعبية كبيرة داخل الحزب الجمهوري، وهذا ما أثبتته الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحي الحزب لانتخابات الكونغرس المقبلة.

الرئيس السابق ملاحَق من جانب الأجهزة القضائية الفيدرالية لعدد من الأسباب، منها ما يتعلق بالتهرب الضريبي ومنها ما يتعلق باقتحام أنصاره الكونغرس الأمريكي في  كانون الثاني 2021، ومؤخراً تعرض منزله لغارة نفذتها قوات مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب نقل ترامب مستندات مصنفة على أنها “سرية للغاية” من مكانها داخل البيت الأبيض إلى منزله الخاص.

ترامب.. “صانع الكبار” ..

لا أحد يمكنه التشكيك في أن ترامب هو الشخصية الأقوى والأكثر شعبية وتأثيراً بين الجمهوريين، وقد استغل الرجل هذه المكانة وبرهن عليها بما لا يدع مجالاً للشك خلال الانتخابات التمهيدية التي يجريها الحزب الجمهوري لاختيار مرشحيه لانتخابات الكونغرس المقبلة، سواء لمجلس الشيوخ أو مجلس النواب.

فعندما غادر ترامب البيت الأبيض ظهر يوم 20 كانون الثاني 2021، بدا أن الرئيس السابق يتجه نحو غياهب النسيان وربما ينتهي به الحال سريعاً خلف القضبان أيضاً. فهناك تحقيقات جارية تتعلق بتهربه من الضرائب، وهناك كارثة اقتحام الكونغرس والدماء التي سالت خلالها وهزت أسس الديمقراطية الأمريكية حول العالم، ودور ترامب المحتمل في التحريض على تلك الأحداث، إضافة إلى وجود أصوات داخل الحزب الجمهوري نفسه تصف الرئيس السابق بأنه يمثل “خطراً داهماً”، ليس فقط على مستقبل الحزب، ولكن على مستقبل الولايات المتحدة نفسها.

كان ترامب، ولا يزال، “محظوراً” من الوجود على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً منصته المفضلة “تويتر”، إذ جرى وقف حساباته على جميع منصات التواصل، وليس “تويتر” فقط، في أعقاب أحداث اقتحام الكونغرس الدامية. كما أوقفت شبكات التلفزيون ووسائل الإعلام التقليدية بث أي فعالية أو خطاب له، وبدا أن نجم الرئيس الأكثر صخباً في التاريخ قد بدأ رحلة الأفول.

في ذلك الوقت، تعالت المطالبات من جانب الديمقراطيين وبعض نشطاء الديمقراطية لإدارة بايدن ووزارة العدل كي تلاحق ترامب بتهم جنائية، لكن بايدن رفض ذلك؛ تجنباً لشبهات اتهام إدارته بالاضطهاد “السياسي” لرئيس سابق.

ترامب والإنسحاب الأمريكي من أفغانستان

لكن مع الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان أواخر آب 2021، والذي تم بطريقة فوضوية أغضبت الحلفاء، بدأت عودة ترامب تدريجياً إلى الأضواء، حيث وصف الرئيس السابق الانسحاب بتلك الطريقة بأنه “هزيمة مهينة” للولايات المتحدة، وفي المقابل تعرضت شعبية جو بايدن لضربة مؤلمة.

وبعد أقل من ثلاثة أشهر، شهدت بعض الولايات الأمريكية انتخابات، كانت الأكبر منذ انتخابات 2020 الدرامية، ومعها بات شبح عودة ترامب يزداد قوة ووضوحاً، حيث حقق الجمهوريون انتصارات لم يكن يتوقعها أي من المراقبين، وظهر ترامب منتشياً ولمَّح لعودته إلى الترشح للرئاسة مرة أخرى عام 2024.

ومع عودة ترامب إلى استعادة نشاطه داخل أروقة الحزب الجمهوري، بدا كما لو أن هناك تيارين، أحدهما يدعمه بقوة والآخر يرفضه، لكن العام الجاري شهد عدة أحداث داخل الحزب نفسه أظهرت مدى قوة التيار الداعم للرئيس السابق. كان أبرز تلك الأحداث ما حل بالنواب الجمهوريين العشرة، الذين صوتوا لصالح عزل ترامب في المرة الثانية بسبب أحداث اقتحام الكونغرس.

فمن هؤلاء العشرة، أعلن أربعة أنهم لن يترشحوا مرة أخرى في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس خلال تشرين الثاني المقبل. وسعى الستة الباقون إلى الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، خسر منهم أربعة، كانت آخرهم وأبرزهم النائب ليز تشيني، التي فقدت تأييد الحزب مساء الثلاثاء 16 آب، ولم يفز سوى اثنين من العشرة، بحسب تقرير لشبكة Foxnews الأمريكية.

وليز تشيني هي العدوة اللدود لدونالد ترامب، ومثَّلت هزيمتها النكراء في السباق لنيل ترشيح حزبها لإعادة انتخابها نائبة عن ولايتها وايومينغ، مؤشراً لافتاً إلى مدى تأثير الرئيس السابق على الحزب، بعد أن فازت بهذا الترشيح هارييت هيغيمن المدعومة من ترامب نفسه.

 

لمتابعتنا على الفيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى