رئيس التحرير

…………….. إفعلوا شيئاً لفلسطين …………..

طارق عجيب .. 12 تموز 2016 //

تعالوا بنا نُسلِّم بأن كل ما يقوله الطرف المناهض والمعادي لمحور المقاومة والممانعة ولدوله وللدول خارجه التي تتبنى نفس النهج ، بأنها جميعاً غير صادقة وتدعي حمل راية فلسطين وتبنى القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي العربية المحتلة كافة ، وأنها كانت تتاجر بالقضية وبالشعب الفلسطيني وحقوقه لتحقيق مكاسبها ومصالحها الخاصة ، ولتثبيت أرجل الكراسي لحكامها ، ولكي تمارس اقسى وأشد العقوبات على شعوبها بحجة محاولة حرف الأنظار عن الهدف الحقيقي إن حاولت أن تنتفض ضد الظلم والفساد ، ولنسلم أيضاً أن أنظمتها فاسدة وعميلة وكانت تحمي حدود اسرائيل وتمنع الشعوب من ممارسة حقها في المقاومة الحقيقية ومحاربة اليهود المغتصبين وتحرير فلسطين .
وتعالوا بنا أيضاً نُصدِّق أن الربيع العربي والثوار السلميين والمجموعات المسلحة المعتدلة والدول العربية والإسلامية الداعمة لهم ساعدت في كشف وتعرية هذه الأنظمة ، وتمكنت من إضعافها وإنهاكها وتحجيم أجهزتها الأمنية وفرط عقد جيوشها التي كانت لها مهمة واحدة وهي حماية الأنظمة وممارسة القمع والسطوة الأمنية على الشعوب الواعية الحرة لتحقيق المكاسب الخاصة وحماية حيتان الفساد فيها .
الأن .. وبعد هذه الإنجازات العظيمة ، وانكشاف الحقائق ، وإزاحة وإضعاف هذه الدول وهذا المحور ، لم يعد هناك ما يمنع أو يعيق جحافل التحرير التي تريد أن تحرر القدس وتحمي الشعب الفلسطيني وتعيده إلى أرضه وتعيد له حقوقه المغتصبة ، كما أصبح بإمكان الدول العربية والإسلامية التي كانت تعتبر هذا المحور ودوله سداً وحاجزاً أمامها وأمام شعوب المنطقة يمنعها من البدء بمعركة التحرير ونصرة فلسطين والقدس أصبح بإمكانها أن تقوم بواجبها الجهادي في استعادة الأرض والمقدسات وطرد اليهود من أراضينا المقدسة ، وفي حماية نسائنا وأطفالنا وشيوخنا وشبابنا .
السعودية ، الأردن ، تركيا ، قطر ، الكويت ، الإمارات ، البحرين ، تونس ، المغرب ، إخوتنا في الشيشان ، والصين ، وافغانستان وباكستان ، وأندونيسيا ، والسودان ، وليبيا ، والصومال ، ومجاهدي أوروبا وأمريكا وباقي القارات .. هي البشرى لكم ولنا معكم .. بعد أن أثبتم نفاق وإدعاء محور الممانعة والمقاومة ودوله .. أذِن الله لكم أن تنصروا أخوتكم في غزة والضفة وكل الأراضي الفلسطينية .
أنتم تملكون القدرات البشرية والمالية الكافية جداً جداً .. جداً .. لفتح هاتين الجبهتين .. الأمة الإسلامية تجاوز تعدادها المليار ونصف المليار مسلم ، وفيها أعداد كبيرة من طالبي الشهادة وطالبي الجنة وحور العين .. وأنعم الله عليكم من باطن الأرض ثروات ومليارات لا تحصى .

استمروا في تخصيص بضع ملايين من المجاهدين وعدد من المليارات للإجهاز على سوريا ومحور الممانعة ، وبالتوازي … التوازي .. ودون التخلي عن هذا الجهاد أو تقديم أي جهاد أخر عليه … خصصوا مثلها من مجاهدين ومليارات لمحاربة اسرائيل وتحرير فلسطين .. أو على الأقل لحماية الشعب الفلسطيني ، وردع إسرائيل عن ارتكاب مجازرها .
لا نطلب منكم التراجع عن مشروعكم وأهدافكم ” السامية ” في سوريا والعراق وضد المحور المقاوم والدول التي كانت ” تدَّعي ” أنها تتبنى القضية الفلسطينية ، لكن رجاءاً .. وبالتوازي .. نعم بالتوازي .. يعني بنفس الوقت .. ودون أن يؤثر ذلك على جهادكم في سوريا .. إفعلوا شيئاً لفلسطين .. لشعبها .. لمقدساتها .. لمدنها .. لقضيتها التي تُصفَّى .. أثبتوا لنا أن ما تُعيبون به على محور المقاومة والممانعة ليس من شِيَمِكُم الأصيلة … وأن ما تنعتون به هذا المحور ليس من طِباعِكُم المتوارثة .. وأن ما تنهَونَ هذا المحور عن فعله ليس عارِكُمُ العظيم المٌزمن …

سورة التوبة .. الأية / 97 /

” الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم ”

مساؤكم بلا غُزاة وبلا طُغاة وبلا مُنافقين …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى