أوكرانيا بين الكاوبوي الأميركي والدب الروسي .. أم هي دارٌ لا تُبقي على أحدٍ ..

أوكرانيا بين الكاوبوي الأميركي والدب الروسي .. أم هي دارٌ لا تُبقي على أحدٍ ..
من يتابع ويراجع التصريحات عن أوكرانيا للرئيس الأميركي جو بايدن ومسؤولي إدارته في البيت الأبيض والبنتاغون والاستخبارات وفي مجلسي النواب والشيوخ، ومنذ ما قبل الأزمة الاوكرانية، يمكنه بكل بساطة اعتبارها واعتمادها كإعترافات صريحة تكشف حجم التورط الأميركي العتيق والمُتعمَّد في الأزمة الأوكرانية، ويكتشف النية المبيتة للأميركي في إشعال فتيل الحرب في تلك المنطقة.
كما أن التصريحات بعد دخول القوات االروسية إلى أوكرانيا تكشف الإصرار الأميركي الخبيث على التصعيد المُكثَّف والعِدائي، والرغبة بمنع أي تحرك حقيقي نحو البدء بإيجاد حل أو تهدئة أو الدخول في مفاوضات مُجدية، حتى تحقق الولايات المتحدة أعلى نسبة من غاياتها المدروسة والمُحضَّرة سابقاً، وكانت تنتظر الظروف المناسبة لتحقيقها وهذا ما يحدث الآن في أوكرانيا..
الدب الروسي يعرف تماماً أنه متورط في هذه الأزمة حتى أذنيه، لكنه يُدرك أن هذا الخيار هو الأفضل له من بين خياراتٍ أخرى يُحاصره بها الغرب “الأمريكي” الذي يسعى إلى استدراج الدب الروسي إلى الزمان والمكان المناسبين لاستخدام حجمه وثقله وقوته في قتل نفسه ..
هي ذهنية (الكاوبوي) في التعاطي مع كل ما عدا (عِرقه وسحنته الأميركية)، كقطيعٍ يجب أن يكون ويبقى تحت سطوته، وضربات سوطه، ومدى حبلته، ورحمة مسدسه (الغولد) .. وهي ذهنية (الكاوبوي) في التعاطي مع كل من يحاول الخروج عن قطيعه ..
لكن، وكما علمنا التاريخ أن الأمورُ دُولٌ، مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ، فرغم أن الزمن لا زال يمنح السرور (للكاوبوي) إلى حد كبير، إلا أنه من الواضح أن الأمور لم تعد كما كانت في سابق عهدها .. وأن هنالك دولٌ تتخلص من أزمنتها السيئة وتسعى لأزمنة السرور .. ولا ننسى أن الدب الروسي ليس وحيداً، كما أنه تعلَّم الرقص مع الذئاب، بل وصيدها أحياناً ..
مشهدٌ بكل ما فيه من بؤس وألم وكارثية على أوكرانيا وشعبها، وهي ليست الأولى في ضحايا هذا الصراع الدموي ولن تكون الأخيرة للأسف، قد يكون الأخير في هذه المرحلة من صراع الشرق والغرب .. ويُسهم تشابك وتعقيد الأحداث والساحات والمصالح في فرض ضبابية كثيفة تشوش الاستقراءات والتخمينات للمقبل من الأيام وللتشكيل الأخير لهذا المشهد .
*رئيس التحرير