العناوين الرئيسيةدولي

هل تسقط الحكومة الإسرائيلية بقيادة بينيت؟

 

هل تسقط الحكومة الإسرائيلية بقيادة نفتالي بينيت على وقع الضربات المتتالية التي تتلقاها، من عمليات فدائية فلسطينية، إلى تظاهرات اليمين من وقت لآخر، و فقدان الأغلبية  في الكنيست، ما ينذر بإمكانية انهيار الحكومة الإسرائيلية والذهاب لانتخابات مبكرة.

و أدت استقالة عضوة الكنيست عيديت سيلمان عن حزب “يمينا” قبل أيام  من الائتلاف الحكومي،  إلى تراجع تحالف بينيت الذي يضم أحزاباً متباينة من اليمين المتشدد واليسار بالإضافة إلى حزب عربي إسلامي إلى 60 مقعداً ما يجعله متساوياً مع مقاعد المعارضة.. مما يعيد إلى الواجهة أزمة الحكم التي تعصف بإسرائيل منذ مارس/آذار 2019، وحالة الفوضى والإرباك التي تعيشها الأحزاب اليهودية، وحالة الاستقطاب بالمشهد السياسي عقب الإطاحة بزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو من رئاسة الوزراء.

وجراء الصراعات الأيديولوجية والسياسية والاجتماعية والدينية بين مكونات الائتلاف الحكومي برئاسة نفتالي بينيت وشريكه يائير لبيد، والذي شكل لهدف سياسي هو الإطاحة بنتنياهو من كرسي رئاسة الوزراء، تعود الساحة السياسية الإسرائيلية إلى جذور أزمة الحكم المتواصل منذ عام 2019.

وبالعودة إلى المربع الأول لجذور الأزمة والمتمثلة في هشاشة المعسكرات وعدم التوافق بين الحلفاء والشركاء، يستبعد أن تمنح الفرصة إلى لبيد رئيس حزب “هناك مستقبل” لتشكيل حكومة جديدة ضمن ولاية الكنيست الحالية، رغم أنه أكبر مكون في الائتلاف الحالي.

في المقابل، يطرح رئيس تحالف “أزرق أبيض” بيني غانتس تشكيل حكومة جديدة بالكنيست، على أن يكون رئيسا لها ولو في سياق اتفاق تناوب، وهو السيناريو الذي جربه بالماضي مع نتنياهو الذي امتنع عن تنفيذ اتفاق التناوب.

و قبل أيام، تظاهر الآلاف من الإسرائيليين في القدس المحتلة بزعامة بنيامين نتنياهو، للمطالبة بإقالة حكومة نفتالي بينيت، لا سيما في ظل نجاح عدة عمليات فدائية فلسطينية في قتل وإصابة عدد من الجنود والمدنيين داخل إسرائيل.

ودفعت هذه الأحداث المتتالية البعض للتساؤل حول إمكانية انهيار تحالف بينيت، وحل حكومته والذهاب إلى انتخابات جديدة ترجع فيها استطلاعات الرأي فوز بنيامين نتنياهو.

و اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربية، أن حكومة بينيت تتعرض لضربة قاسمة، حيث لم تعد تملك الأغلبية البرلمانية بواقع 61 نائبًا، وباتت تملك 60 مقعدًا فقط، وباستطاعتها الاستمرار في هذا الوضع، لكن لا يمكنها تمرير أي قوانين داخل الكنيست الإسرائيلي.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، ستبقى حكومة بينيت في هذا الخطر إلا إذا تمكنت من إقناع بعض نواب القائمة المشتركة من التصويت لجانب الحكومة، فيمكن أن تستمر لأشهر أو أكثر من ذلك، لكن الوضع بات صعبًا، الحكومة التي لا تملك أغلبية برلمانية لا يمكنها القيام بواجبها على الوجه الأمثل، وتبقى مرهونة بالعضو الناقص، ويكفي غياب أي عضو من الائتلاف الحكومي في الكنيست يعطي للمعارضة الأغلبية البرلمانية لإسقاط الحكومة.

هل تسقط الحكومة الإسرائيلية بقيادة بينيت؟

بدوره اعتبر أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، أن انهيار حكومة بينيت منوط بأعضاء الائتلاف نفسه، فبعد استقالة رئيسة الائتلاف وعضو حزب “يمينا” أصبحت الحكومة في مهب الريح حيث أصبح أعضاء الائتلاف 60 عضوًا فقط.

وبحسب حديثه لـ “سبوتنيك”، المعارضة غير متجانسة خاصة القائمة العربية المشتركة فمن المستحيل قيام نتنياهو بتشكيل حكومة بديلة لأنه يحتاج في هذه الحالة تأييد باقي أعضاء يمينا وحزب جدعون ساعر، ولكن هذه الحكومة لن تستمر لنهاية العام حيث التصويت على الموازنة قبل نهاية هذا العام وبالتالي انتهاء هذه الحكومة بات قريبا.

وتنذر استقالة عضوة الكنيست ببداية نهاية حكومة بينيت-لبيد، غير أن الأول سيستغل عطلة الربيع في الكنيست من أجل ترتيب أوراقه الداخلية في الحزب، وإقناع عيديت بالعودة للائتلاف، أو ربما يسعى لإدخال تعديلات على تركيبة الائتلاف الحكومي.

ولا تترك استقالة عيديت الكثير من الخيارات أو مساحة للمناورة أمام الائتلاف الحكومي، والذي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويسير نحو التفكك، علما بأن إسقاط الحكومة يحتاج إلى تأييد 61 عضوا بالكنيست على الأقل، كما أن تشكيل حكومة جديدة يحتاج إلى تأييد 61 عضوا.

يبقى سيناريو حجب الكنيست الثقة عن حكومة بينيت وإسقاطها، والتوجه إلى انتخابات جديدة هو الأرجح، كون السيناريوهات الأخرى غير واضحة، وتحمل في طياتها الكثير من التعقيدات.

أعضاء الكنيست يتحدثون عن ثمن إسقاط حكومة نفتالي بينيت.
وأجرت القناة العبرية الـ 14، مساء الأربعاء، لقاء مع عضو الكنيست إيلي كوهين، ذكر خلالها أن الائتلاف الحاكم في بلاده، بقيادة نفتالي بينيت، بمشاركة من منصور عباس، قائد القائمة العربية الموحدة “عرب 48” سينتهي قريبا، وبأن أيامه قريبة.

وأكد عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن حزب الليكود المعارض، أنه أجرى عدة اتصالات خلال الساعات القليلة الماضية مع بعض أعضاء الكنيست الآخرين من أحزاب اليمين، وأن وزيرة الداخلية، إيليت شاكيد، تتحدث عن “الثمن” مقابل إسقاط حكومة بينيت.

وأوضح إيلي كوهين أن الوزيرة الإسرائيلية قد صرحت بهذا خلال أحاديث مغلقة، مدعيا أنها “انتهازية”، وهو ما دعاه إلى القول بأن حكومة بينيت ـ عباس تقترب من نهايتها، أو في أيامها الأخيرة.

المصدر: سبوتنيك+ مواقع+ وكالات

تابعونا على فيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى