قُبَيلَ الانتخابات الرئاسية .. الأسد بين الشيطنة والشَّخصَنَة وعلقم الفوضى الخدّامة ..

midline-news .. الوسط ..
مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي في سوريا، تتصاعد وتستعر بشكل فظ ومباشر حملات الشَّيطنة المُنظّمة التي تستهدف الرئيس السوري بشار الأسد.
كثيرون لا يعلمون أن هذا السيناريو قديم ومدروس بعناية منذ ما قبل عام 2006، هدفه تشويه وشيطنة أنظمة حكم دول محور المقاومة وقياداتها وشخوصها الرئيسة وبالتحديد الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.
ولتنفيذ هذا السيناريو بأعلى نسبة نجاح تم توفير كل الدعم اللازم من تمويل مفتوح ومؤسسات وشخصيات إعلامية وفكرية وثقافية ومنظمات دولية رسمية وغير رسمية وشخصيات اعتبارية في مختلف المجالات ومرتزقة وشتّامين وسوقيين ورُعاع.
من الطبيعي أن من رسم وقرر هذا السيناريو ويقود هذه الحملات للشيطنة والتشويه هي أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والأوروبية (بريطانيا فرنسا وألمانيا)، ومن يلف لفّهم ويخضع لسياساتهم.
ومن الطبيعي أيضاً أن تنضم صاغرةً وراغبةً الحظيرة العربية التي تُدار من قبل الأجهزة السابقة إلى هذا السيناريو، وتُجنِّد كل إمكانياتها المالية ومؤسساتها ذات الصلة وطاقاتها الإعلامية والفكرية لتنفيذ وإنجاح هذا السيناريو.
من أبرز الوجوه العربية لهذه الحملة كان وزير الخارجية السعودي الأسبق سعود الفيصل وذراعه الإعلامي قناة العربية، والصحفي “القاعدي” السابق جمال خاشقجي بما يمثله كلٌ منهما من مرجعيات وارتباطات وجهات، يضاف إليهما عزمي بشارة ومنبره الأول قناة الجزيرة ثم في منابره الجديدة الكثيرة الأخرى، كذلك يُضاف شخصيات ومؤسسات ممولة وتابعة ومؤتَمِرَة بأمر أصحاب المشاريع التي تعادي سوريا وتستهدفها باعتبارها العقدة الكأداء في وجه المشروع الإسرائيلي والأميركي والوهابي والإخونجي والعثماني والتطبيعي مع الكيان الإسرائيلي.
تأتي بعد ذلك خطة حصر سبب المشكلة برمتها في سوريا وحل المشكلة أيضاً بشخص الرئيس الأسد، وهذه شَخْصَنة تُقزِّم وتُسطح القضايا الحقيقية والجوهرية للأزمة، وتخدم في النهاية فكرة الشيطنة كهدف أول، فكانت الشَّخْصَنة هي المهمة الموكلة لكل المعارضات “المنظمة” والشخصيات المعارضة والمثقفين “والنُخَب ومناضلي وسائل التواصل” وينساق خلفهم من يتعاطى مع المشكلة بشكل مجتزأ أو ضيق أو مذهبي أو عرقي أو غير ذلك من قضايا جزئية تعتبر مكملات جانبية تخدم الغاية الأساسية والهدف الأكبر وهو تفكيك وتدمير سوريا.
في خدمة الشَّخْصَنة يتم فبركة واستخدام أمور شخصية وخاصة بشكل رخيص ومبتذل ووقح لكنه يُرضي غرائزَ وضغائنَ كثيرين من الجهلة والرُعاع الذين يتعاطون كما قلنا سابقاً مع الأزمة بكل تفاصيلها من مناظيرهم الشخصية والجاهلة والضّيقة، ولعب الإعلام الغربي بصفته شريكاً أو متواطئاً دوراً مؤثراً وداعماً لفكرتي الشَّخْصَنة والشيطنة.
وفي مواجهة سياسة الفوضى الهدّامة (الخلّاقة) في منطقتنا بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص، والتي أعلنت عنها وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس وتترجمها الولايات المتحدة الأميركية بحرفية عالية مع حلفائها منذ مطلع عام 2005، وفي مواجهة سلسلة العقوبات الظالمة الأميركية والغربية على سوريا، كان لا بد من صناعة “الفوضى الخدّامة” التي تتيح للدول المستهدَفَة بالضغط والعقوبات الجائرة أن تلتف بشكل أو بآخر على هذه العقوبات، ويمكن اعتبارها هنا ضرورة وحاجة لا غنى عنها في هكذا ظروف شاذة وقاهرة وكارثية، لكن هذه الضرورة وبالإكراه أفسحت في المجال أمام ظاهرة الفساد لتتوسع وتتغول بشكل مبالغ فيه لتشكل ضغطاً إضافياً لا يقل وطأةً عن ضغوط العقوبات والإرهاب، وأصبحت بالنسبة للدولة السورية كالسّم الذي لا مناصَ من تجرُّعه لمعالجة ما هو أكثر سُمَّيّةً منه.
هي أسلحةٌ ثلاث، يمكن اعتبارها بوابات مفتوحة لاستقدام واستخدام أسلحة كثيرة أخرى في حرب الانتخابات المُعلنة التي بدأت منذ وقت ليس بقليل، ويُراهن فيها أعداء سوريا على تحقيق نتائج عجزوا عن تحقيقها بالإرهاب والحصار.
كيف تخوض سوريا هذه الحرب؟.
على ماذا تراهن؟.
ما يظهر في المشهد من الجانب السوري من المعركة لا يُجيب على أي سؤال، ولا يقدم أي ضمان، ولا يبث طمأنينة أو يُبعد خوفاً.
من المفترض أن يكون هنالك سيناريوهات مواجهة تُقارع سيناريوهات الهجوم وإن كانت سيناريوهات المواجهة لا تمتلك إمكانيات ودعم سيناريوهات الهجوم.
طالما لم نصل إلى يوم الاستحقاق فلا يزال لدينا أمل أن نرى ما يدحض كل حملات الشيطنة والشَّخْصَنة، ونرى ما يجعل من علقم الفوضى الخدّامة ترياق التعافي من فوضاهم الهدّامة.
*رئيس التحرير