رئيس التحرير

ثوابت ومعايير في قراءة المشهد السياسي .. طارق عجيب ..

midline-news .. الوسط ..

 

تربينا ودرسنا في المناهج التربوية السورية في سبعينيات القرن الماضي :

  • أن فلسطين بلدٌ عربي اغتصبته عصابات صهيونية وشردت شعبه واعلنت دولتها على ارضه واحتلت اراضٍ مصرية وسورية ولبنانية بمشاركة ودعم غربي اميركي ومن لف لفهما (الدول التابعة والدول الوظيفية) .
  • أن جبال طوروس هي حدود سوريا في الشمال وهذا يعني ان الأراضي السورية ما بين سلسلة جبال طوروس والحدود الشمالية الحالية هي أراضٍ سورية محتلة بما فيها لواء اسكندرون بتواطؤ فرنسي بريطاني اميركي ومن لف لفهما ..
  • أن عربستان والجزر الإماراتية أراضٍ عربية تحتلها إيران بتواطؤ نفس المجموعة وبخضوع عربي ذليل ..

هذا يعني من منطلق وطني وعروبي :

  • “إسرائيل” كيان غير شرعي، وهو راس حربة في المشروع الغربي الاميركي الذي يستهدف المنطقة، إذاً هو عدو لي ولبلدي، وله الدور الأول والاهم والأكبر في كل البلاء والخراب والقتل الذي يصيب سوريا والمنطقة برمتها .
  • تركيا بلد يحتل أراضٍ سورية وتضاف لجريمته هذه كل الويلات التي عانينا وما زلنا نعاني منها بسببه، لذلك هو بلدٌ معتدٍ بكل المعايير .. ولتركيا مشروعها العثماني الذي يستهدف المنطقة والعالم، ويمتطي جماعة الإخوان المسلمين ويستخدم الإرهاب في أكثر من بلد عربي وغير عربي للوصول إلى غاياته ..
  • إيران بلد يحتل أراضٍ عربية .. وهو شريك بشكل أساسي وفاعل في كل بؤر الخراب والتوتر في المنطقة وله مشروعه الفارسي الذي يمتطي المذهبية لاختراق المنطقة، ويتشارك مع تركيا وقطر في مشروعهما الإخواني .. لذلك هو بلدٌ معتدٍ من منطلق عروبي وبسبب شراكته فيما يجري في سوريا والمنطقة ..

الثالوث الذي ذكرته له صانعون، أسياد، داعمون، شركاء، وسطاء .. وله مريدون، أدوات، أذرع، أتباعٌ جهلةٌ ورُعاع، عملاء ومرتزقة في الداخل .

الحصة الأكبر والأكثر فاعلية وتأثيراً في ملكية وإدارة وشراكة هذا الثالوث هو الغرب متمثلاً بالمستعمر الأوروبي العريق .. والأميركي الذي يعتبر المستعمر الأقوى الحديث ..

الروسي والصيني دولتان لا مشاريع محلية لهما في المنطقة، هما لاعبان شرسان في لعبة الأمم المحتدمة حالياً في المنطقة، والهدف حماية رأسيهما وشرايينهما الاقتصادية، فكان لهما حصة تعادل ثقل مصالحهما على مائدة الدم والخراب التي تتنازعنا ..

تبقى الدول العربية الفاعلة في المنطقة (السعودية، مصر، الإمارات، قطر، الأردن) التي يقتصر دورها على التمويل والتعاون الاستخباراتي والتمهيد لخطوات سيادهم (وهم لا يخجلون من هذا الدور ) .. هذا طبعاً يلتقي مع لذة التبعية وشراهة الرغبة في الانتقام التي يتحلى بها أقرباء الدم .
ويُحسب على العرب انهم لم يمتلكوا أي مشروع ..إذ حتى مشاريع الإسلام السياسي هي مشاريع أممية وليست عربية ..

أما في سوريا .. فالسطوة العسكرية والأمنية والفساد والإدارة غير السليمة لشؤون الداخل السوري منذ الاستقلال حتى الأن هي مواطن الضعف وبوابات الأذى الأكبر الذي أسهم في إيصال حالنا إلى ما هو عليه الأن .

التحالفات السياسية تقوم بالمطلق على المصالح والمناورات والصفقات .. لذلك لا يمكن وضع تصنيف دائم لأي حليف .. قد يتنقل الحليف بين مرتبة وأخرى وفقاً لمستوى العداوات أو لحجم المصالح المشتركة عند الضرورة ..

هذه المقدمة الطويلة تمهيد لما يلي :

كل من يوجه أصابع الاتهام وبتركيز لافت للنظر وممجوج باتجاه طرف أو اكثر دون ذكر باقي الأطراف هو بشكل مباشر أو غير مباشر (بمعنى أخر : بشكل مقصود أو غير مقصود) :

  • إما جاهل بمعطيات وتفاصيل المشهد العام .
  • أو غير قادر على فهم وقراءة هذه المعطيات والتفاصيل .

وهذان سببان يستوجبان منه على الأقل الصمت حفظاً لماء الوجه ..

أو هو :

  • ميال لطرف أو أكثر ضد طرف أو أكثر .
  • شريك بشكل أو بأخر مع طرف أو أكثر .
  • داعم بشكل أو بأخر لطرف أو أكثر .
  • تابع بشكل أو بأخر لطرف أو أكثر .

هذه الأسباب تستدعي أن يُبيحَ لغيره ما يُبيحُ لنفسه .. ويمنعَ على نفسه ما يمنعُ على غيره ..

المخزي جداً فيما سبق هو أسباب هذا المَيل أو الشراكة أو الدعم أو التبعية ..

الأنكى .. حين يكون الشخص جباناً ويتلطى خلف تذاكٍ ممجوج ..

الوطنية الحقَّة والصادقة تستوجب بالضرورة اعتبار مصلحة الوطن بـعُـمـومـيـّتـه وكُـلِّـيَّـتـه أولوية على أي انتماء أخر مهما كان ..

كل العباءات على اختلاف رمزياتها لا تبني أوطاناً سليمة ومعافاة ..

الوطن هو المؤسسة الجامعة والضامنة للجميع، وهذا حكماً يشمل “العباءات” على اختلاف رمزياتها ..

*رئيس التحرير 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى