انتصارات حلب على كل المسارات .. يحق لنا أن نحتفل ..
طارق عجيب – رئيس التحرير
===================================
بكل المقاييس ، ما جرى في حلب ليس انتصاراً واحداً ، بل هو مجموعة انتصارات على المسارات التي تشابكت في الحرب على سورية .
نبدأ بالانتصار الأهم وهو الانتصار العسكري للجيش العربي السوري وقوى المقاومة الوطنية والقوى الرديفة والحليفة ، على معسكر الإرهاب ، من عناصر إرهابية على الأرض ، إلى المشغلين والداعمين بكل السبل والاشكال .
الانتصار الثاني هو انتصار سياسي سينعكس حتماً وبشكل إيجابي على كل طاولات الاجتماعات والحوارات والمفاوضات بين الأطراف المعنية بالشان السوري وبأزمات المنطقة .
الانتصار الثالث هو على مشاريع التقسيم والاقتطاع و ” الفدرلة ” ، ودفن أحلام صاحب اللوثة العثمانية والسلطنة السلجوقية ، انتصارٌ على أرض حلب بمعناها التاريخي والحضاري العريق .
على الجانب الإنساني يتحقق الانتصار الرابع ، الذي حرر حلب بكاملها من سطوة الإرهاب الذي استهدف المدنيين حين احتجزتهم المجموعات الإرهابية بالقوة في مناطق سيطرتها ، للاحتماء بهم واستخدامهم دروع بشرية ، ومادة دسمة للإعلام القذر الذي يتاجر بقضيتهم وبأرواحهم وبإنسانيتهم ، وحرر باقي أحياء حلب من تهديد القذائف والصواريخ ومدافع جهنم التي كان المسلحون يطلقونها عشوائياً على سكان المناطق الأمنة التي تحت سلطة الدولة السورية .
الانتصار الخامس هو انتصار الإعلام السوري والمقاوم والحليف ، رغم جبروت وقوة وسطوة الإعلام الأخر الذي يقود أشرس حملة ضد سورية وحلفائها ، ويبذل أقصى طاقة لشيطنتها وتشويه الحقائق والواقع الذي تنقله وسائل الإعلام لسورية وحلفائها وعلى الهواء مباشرة ، ما أسقط في يد الإعلام المعادي وأظهر كذبه ونفاقه .
أما الانتصار السادس فلقد جاء في الحرب النفسية التي تمكن محور سورية وحلفائها من استيعابها وشن حملة مضادة أثبتت نجاحها ونجاعتها ، وأسهمت في تحقيق نتائج غاية في الأهمية لصالح المعركة الكبيرة .
انتصارٌ أخر على مشروع زرع الفتن والأحقاد ، وتثبيت نظام المحاصصة الطائفية والعرقية والإثنية على أرض التنوع والتعايش والتآخي على مر العصور .
تضاف إلى ذلك انتصارات كثيرة على مستويات أضيق وأضيق ، يعيشها كل سوري يحب وطنه ، وكل شريف يدافع عن الحق وأهله ، وكل إنسان يدعم القانون والحقوق .
يحق لنا أن نفرح ، ومن واجبنا أن نحتفل ليصل صدى احتفالنا إلى مراقد كل الشهداء الذين قدموا أرواحهم قرابين للانتصارات ، ليكونوا شركاء معنا بالفرح بعد أن زرعوا النصر امتداد الجغرافيا السورية وسقوه بدمائهم ، لتنبت انتصارات تفيض من حلب باتجاه كل شبر من أرض سورية .