رئيس التحرير

“مطالب حكومية مُحقَّة” .. وعَـارُ الحكومة العظيم .. طارق عجيب ..

|| Midline-news || – الوسط

 

أخطرُ ما يُـقَـوِّضُ مصداقيةَ الحكومة، ويُـفـقِدُ أي مُـنـجَـزٍ حقيقي لها، “إن توفَّر”، جماهيريته، هو أن هذه الجماهير ترى بالعين المُجرَّدة وتلمَس باليد العارية أن هذه الحكومة تنهى عن “مليون” خُلُقٍ، لكنها تتغاضى بكل يسر وسرور عمَّن يأتي بأشنَعَ منه طالما أن المُـرتَـكِب من “بِطانتها” أو شريكٌ لبعض مفاصلها ورجالاتها.

أصدرت الحكومة مجموعة كبيرة من القرارات التي تدَّعي أنها تخدم الصالح العام وخزينة الدولة والمواطن لاحقاً، لكنها لم تقم “البتة” بأي عمليات محاسبة حقيقة ونزيهة، أو بأي إجراءات رادعة وناجعة ضد الفساد والمفسدين.

الأنكى من ذلك أن الكثير من القرارت الصادرة إما مُـنـتَـقَـص أو مَنقوص أو أجْدَع في طرفٍ أو أكثر، وكل قرارٍ يحتاج إلى ملاحقَ عديدة ليكتملَ بالشكل الأصح قانونياً والأنسب حكومياً والأفضل شعبياً، ويكون ذو جدوى حقيقية على المصلحة العامة، ما يترك الأبوابَ مُـشـرَّعةً ومُـخَـلَّـعةً أمام الخَلَلِ المُضْمَر أو العفوي أو العابر.

شدُّ الأحزمة .. الصمود .. الصبر .. التعاون .. التضحية .. جميعها “مطالب حكومية مُحقَّة”، لكنها تصبح ممجوجة ومرفوضة في غياب معايير وآليات واضحة ونزيهة وصارمة في تطبيق هذه “المطالب” على الجميع دون أن يكون هنالك استثناءات على حواملَ فساد ومحسوبيات واعتبارات أخرى كثيرة غير عادلة وبعضها قد يكون قذراً وغير وطني.

أمَّـا ثقة الشعب بمصداقية ونزاهة الحكومة وبقدرتها على إدارة شؤونه، وبصوابية سياساتها وقراراتها الخاصة به، فمن المؤكد أنها ستتلاشى عندما تظهر بشكلٍ فَـج التناقضات بين مصالح الشعب الآنية والمستقبلية، وبين مصالح أعضاء في الحكومة مع شركائهم الذين يستخفون بتضحيات الشعب ومعاناته ويستغلون ظروفه ويسرقون قوته ومستقبله، وستتلاشى هذه الثقة عندما يستشعرون بحالةِ عِدائية قاسية تتقصدها الحكومة تجاههم ..

لا يَـصُـح أن تطالب المواطنين بأكثر من واجباتهم وأكثر مما هو مطلوب منهم، وبالخضوع الصَّـاغر لقوانينك وقراراتك، ثم يأتي من حاشيتك وزبانيتك من يكون أول وأكثر من يمتنع بوقاحة واستعلاء عن تنفيذ قراراتك ويتهرب من أبسط واجباته، ويخرق كل القوانين والأنظمة التي وضعتها أنت بكُلِّ فَـظَـاظَـةٍ ونُـشـوز.

لا يَـصُـح أن تطالب الناس بربط بطونهم وقمع جوعهم، وأنتَ تنتفخ أوداجُك من “الـزَّفَـر”، وتخنقك التُـخْـمَـة، و”كـرشـك” يزداد اتساعاً ويطلب المزيد.

لا يَـصُـح أن تطالب الناس بالتضحية والصمود والصبر وأنتَ وحاضنتك وحاشيتك والمقربون منك لأسباب كثيرة، خلف الأسوار المُحَصَّنة ضد الفقراء، تعيشون بترفٍ ورفاهية مفرطة، وتَـرْفُـلُون بنعيم المناصب والمكاسب.

لا يَـصُـح أن تفرض على عامة الناس بلا رحمة ما لا تتجرأ أن تطلبه “باستجداء”، ولو في مخيلتك، من الفاسدين والمرتكبين والمتجاوزين بكل جَـلَـفٍ على قوانينك.

ببساطة وصراحة:

لا تَـنْـهَ عن خُـلُـقٍ وتأتي مِـثْـلَـهُ .. عـارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ ..

لا يَصُح أبداً .. أبداً .. أن تَـخذُلَ الناس .. تُـخَـيِّـب رجائَهم .. تُـثْـبِـط عزائمَهم .. تقتل أحلامَهم .. تُـبَـدِّد آمالَهم .. تسرق مستقبلهم .. تُـفَـرِّط بتضحياتهم .. تَـسـخَـر من معاناتهم وتَـسـتَـهزِء بحقوقهم وكراماتهم.

*رئيس التحرير
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى