مسلسلات رمضان والزلزال … تبرعات وصدمات وعثرات

مسلسلات رمضان والزلزال … حكاية أشبه بحكاية الزلزال تقريباً. فقد تأثرت تلك الأعمال المفترض عرضها في شهر رمضان المبارك الذي بات على الأبواب، بالزلزال الذي ضرب سوريا مطلع هذا الشهر.
إذ توقف تصوير مسلسل “العربجي” بسبب أضرار لحقت باستوديوهات في محافظات تضررت من الزلزال. وانشغال أبطاله باسم ياخور وسلوم حداد وفادي صبيح، بحملات إغاثة انخرطوا بها.
الحال نفسه أصاب بعض المسلسلات التي كان يفترض تصوير مشاهد منها في أرياف اللاذقية وحلب والمناطق المتضررة، رغم كونها مسلسلات “بيئة شامية”. إنما اضطر الكثير من المخرجين إلى تصوير أعمالهم في تلك المدن، لانشغال حارات دمشق القديمة واستوديوهاتها بتصوير أعمال بيئة شامية، ما دفع بعض شركات الإنتاج إلى التوجه لمدينتي حلب واللاذقية.. وبالتالي تعثر العمل بتلك المسلسلات بسبب الزلزال وما جرّه من كوارث.
.

تبرعات وصدمات وعثرات
بعد أعوام قضاها النجم تيم حسن في مسلسل “الهيبة” بأجزائه الخمسة، عبر إنتاج لبناني، عاد نجمنا إلى الدراما السورية عبر مسلسل “الزند” تأليف عمر أبي سعد، وبإخراج سامر البرقاوي، وتمَ تصويره بين تركيا وسوريا ولبنان. من إنتاج مؤسسة صبيحة إخوان.. ويتناول قصة شاب يسكن في مجتمع إقطاعي، ويرجع بالزمن إلى الوراء لتصوير المشاكل التي يعاني منها. ويشاركه البطولة الفنانة الشابة دانة مارديني في دور راقصة وخادمة.
لكن أحداث الزلزال تسببت في إرجاء تصوير بعض المشاهد في مدينة حمص السورية، ما اضطر تيم حسن أن يحافظ على هيئة “عاصي الزند” خلال مشاركاته في المهرجانات الفنية العربية. والأهم هنا إعلانه أنه إلى جانب تبرعه بمبلغ يفوق 100 مليون ليرة سورية، سيقتطع جزءاً من (مستحقاته) في المسلسل؛ لصالح المتضررين من الزلزال.
أيضاً، من الصدمات والعثرات التي صادفت المسلسلات السورية، مسلسل “زقاق الجن” إذ أعلنت الشركة المنتجة عن إعادة تصوير مشاهد لكل من سعد مينة، وجيانا عيد، ونجاح سفكوني، بعد إعلان الفنان الكبير أيمن زيدان عن إصابة شقيقة شادي أحد نجوم المسلسل بجلطة دماغية أدخلته المستشفى. ما اضطر المخرج تامر اسحاق، إعادة تصوير مشاهد من العمل.
.

.
مسلسلات رمضان والزلزال
كذلك صادف مسلسل “مربى العز” الذي تقوم ببطولته سوزان نجم الدين وعباس النوري من إخراج رشا شربتجي، بعض الصعوبات، حيث كان يفترض تصوير مشاهد وأحداث في حلب، واضطرت شربتجي إلى بناء استوديو جديد في دمشق بديلاً له، بسبب صعوبة التنقل بين حلب ودمشق خلال فترة الزلزال وما تبعه من انشغال بإرسال المعونات والإغاثة.
فيما يحكي المسلسل قصة تطوير الأخلاق عبر السنوات والتطرق إلى التأسيس الذي تم بناء عليه هذه الأخلاق “السورية”. بحيث أن ابن الأصل سيظل ابن أصل، وابن العز سيظل ابن عز- في إشارة إلى الواقع الحالي الذي يعيشه السوري.
فيما اضطر مؤلف مسلسل “الكندوش” إلى إضافة بعض التعديلات على المسلسل، كي يتلائم مع واقع الزلزال وما أحدثه من تعاطف وتضامن بين أفراد الشعب الواحد الذي تجلّت إنسانيته وإغاثته لشقيقه في المحافظات المنكوبة.. بخاصة أن المسلسل وصم بالفشل وانتقادات سلبية في أجزاء سابقة له نتيجة الشر المستفحل به.
.

.
مسلسلات رمضانية شامية
في الإشارة إلى الفشل والانتقادات السلبية، يتصدر مسلسل “باب الحارة” قائمة الأعمال التي سميت “فاشلة” وتعرضت للهجوم. لكن المفاجئ عودة بعض الأسماء الكبيرة إليه بعد خروجها من الأجزاء السابقة، مثل النجمين شكران مرتجى ومحمد خير جراح.
وكذلك نشطت مسلسلات “البيئة الشامية” لموسم هذا العام، على الرغم من كثرة الانتقادات الموجهة لها، والمطالبة بمراعاة الصدق وتحري الحقائق.. وعدم اختلاق أحداث غير صحيحة تاريخياً.
وبالحديث عن (الحارات) ينضم مسلسل “حارة القبة” بجزئه الثالث وأبطاله الجدد إلى قائمة مسلسلات البيئة الشامية لرمضان هذا العام، ليصير عددها 5- وهي (باب الحارة- الكندوش- زقاق الجن- مربى العز- حارة القبة) فضلاً عن مسلسلي “العربجي- الزند” حيث تمَ تصنيفهما كمسلسلين شامي- تاريخي.
.

.
أعمال فنية متنوعة
تناقلت خلال الأيام الماضية شركات الإنتاج الفني في سوريا مثل GOLD LINE” ” وشركة قبنض، معلومات عن قيام مجموعة من الفنانين بالتبرع بما تبقى من مستحقاتهم المادية لصالح المتضررين من الزلزال. ووجهت إليهم كتب شكر. في مقدمتهم (ديمة قندلفت- صفاء سلطان- محمود نصر- خالد لقيش) وآخرين.
وفي رصد لاحق، ستغطي “الوسط” باقي المسلسلات السورية الاجتماعية “المعاصرة” والتاريخية التي ستبثها القنوات التلفزيونية في شهر رمضان المبارك. وكذلك البرامج الفنية السورية التي ستعرض على القنوات السورية والعربية.
.
*نبيل إسبر
.
صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter