رئيس التحرير

متحدث باسم الحكومة .. بقلم طارق عجيب ..

|| Midline-news || – الوسط .. 

بكل بساطة .. الأمر يحتاج إلى متحدث باسم الحكومة يظهر أمام الناس ليقدم لهم – ولو بالحد الأدنى – معلومات ومبررات سياسات الحكومة المتعلقة بالشأن الخدماتي والمعيشي للمواطن – عداك عن باقي الشؤون – ، تحت شروط الحفاظ على سرية ما لا يجب الإعلان عنه لأسباب مقنعة .

في غياب أي معطيات ومعلومات مصدرها رسمي وموثوق يستند إليها في فهم سياسات الحكومة وقراراتها وإجراءاتها – بعيداً عن غوغاء النت ووسائل التواصل – ، سيبقى المواطن على فهمه وقناعته المزمنتان بأنها ننتيجة طبيعية للفساد المستشري والمهيمن , أو ناتجة عن توجه (باطني) حكومي باتجاه الخصخصة وبيع القطاع العام بعد إفشاله ، أو هي تمهيد لفرض سياسات اقتصادية تخدم فكرة اقتصاد السوق الحر ورفع الدعم الحكومي عن المنتجات والسلع والمواد المدعومة ، أو غير ذلك من أسباب يعتبرها المواطن تهديداً لأمانه ومستقبله المالي والخدماتي وغير ذلك ..

لا أحد ينتابه أدنى شك أن الدول التي اجتمعت في مشروع استهداف سوريا تعمل على تحقيق غاياتها بكل اجتهاد وإصرار ، وبكل الأسلحة المتوفرة “بغزارة” بين يديها ، أولها قوة عسكرية ضاربة من ألويتها الأساسية التنظيمات الإرهابية ، وقوة هائلة اقتصادية ،  وسطوة سياسية دولية ، ومؤسسات إعلامية فاعلة ومؤثرة ، هذه الدول تعمل مجتمعة وبكل أثقالها على التضييق الهائل على الدولة السورية بجناحيها ، نظام الحكم الذي يقود البلاد في مواجهة هذا الاستهداف ، والشعب الذي يعلمون أنه العمود الفقري لأي انتصار أو هزيمة لللطرفين ، فيتعمدون زيادة ألامه وأوجاعه واستفزازه بكل الطرق المتاحة وبوسائلهم المتأهبة ، ويسعون لاهثين لخلق عوامل تدفع هذا الشعب إلى التحرك بالاتجاهات التي يريدونها ، وتخدم غايات استهدافهم بإسقاط نظام الحكم ، وتطويع وتدجين الشعب ليكون خادمهم الصاغر الخنوع في مشروعهم المرسوم للمنطقة مقابل فتات طعام وكرامة .

لذلك ، من حق الشعب على القائمين على دولته أن تتوقف عن التعاطي معه بلا مبالاة ، من منطلقات تجعله يشعر أن لا قيمة له أو وجود في ذهنية من يضع ويقرر السياسات – بمجملها – ، وأن التعامل معه فقط على قاعدة أنه غير مؤهل لاستيعاب سياساتهم  – فما بالكم بالمشاركة في صياغتها – ، أو أنه لا ضرورة لأن يعرف ويفهم !!.

المعرفة تزيد الثبات والتمسك بالمواقف الصحيحة .. وقلة المعرفة أو عدمها تزعزع أركاناً من المفترض أنها ثابتة ..

المعرفة تكون بتقديم المعلومات والمعطيات من مصدرها .. وبالمقابل الاطلاع على ما يدور في ذهن الشعب من تساؤلات وأفكار ومقترحات ، للاستفادة منها في صياغة السياسات اللاحق ة ..

المعرفة تحصن الدولة بجناحيها من أي اختراق او استدراج أو تورط في أحداث ، أو اتخاذ مواقف ضد الدولة تكون نتيجة جهل أو تجهيل أو استهزاء ولا مبالاة ، وبالمقابل استثمار ذلك من قبل أصحاب مشروع الاستهداف المتيقظون الذين يهيئون أسباب وظروف الأحداث ، ويتحينون فرص الانقضاض .

هو مجرد متحدث .. يكون مصدراً للمعلومات يضاف إلى المصادر الأخرى التي تعبث بنسبة كبيرة منها أيادٍ قذرة .. متحدث يجب أن يتحلى بمصداقية وحرص على وضع الشعب بصور أكثر وضوحاً عن دوافع وظروف اتخاذ قرارات عن الحكومة ، لكي لا يكون الجهل شريكاً لمن يتقصد الإساءة وتشويه الحقيقة .

*رئيس تحرير || Midline-news || – الوسط .. 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى