للمحتفلين بالمرأة: لا تنسوا “السيدة”.. بشار جرار – واشنطن

يا للهول! من الظافرين الأحد عشر في جائزة الشجاعة للمرأة في عيد المرأة كان ذكراً! المرأة، الرجل سابقا، تدعى “ألبا رويدا” من الأرجنتين! كرَّمته (ها) سيدة أمريكا الأولى، الدكتورة جيل بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، في حفل أقيم في البيت الأبيض في اليوم العالمي للـ”مرأة” الثامن من آذار الجاري.
لن أخوض فيما يوفره محرك البحث غوغل عن تاريخ هذه المناسبة العالمية ونشاطاتها، لكني والغالبية الساحقة ممن يعيشون في أوطانهم الثانية أو المهجر، ضقت ذرعاً بالاحتفاليات الموسمية المسيسة، هذا محكوم بعقدة “فرنجي برنجي”، فيعتبر معيار نجاح المرأة هو وصولها إلى سدة الرئاسة أو قيادتها “بلدوزر”، وذاك يعتبر حرية المرأة بلا حدود، حتى انحدرت كما الرجل -ولا فرق- إلى مستوى الضياع الروحي والانحراف الأخلاقي غير المسبوق في تاريخ البشرية وأحيانا حتى عالم الحيوانات والكائنات الحية الدقيقة!.
لعل من أكثر ما تستحقه المرأة والمجتمع في الثامن من آذار، هو الكف عن العبث بهويتها الخلقية (بفتح الخاء وضمها)، خلقنا رب العالمين جنسين، ذكراً فأنثى. ونجّانا أرحم الراحمين من الطوفان زوجين من كل مخلوقاته، ذكراً وأنثى. حتى عهد الله السماويّ “قوس القزح”، تطاولوا عليه وزوروه خرقة ملونة.. كل عام وكل انتخابات زادوها لوناً وزادوا رموز فئاتهم حرفا، طمعاً بمكاسب انتخابية ومحض استهلاكية، بتوسيع سوق الملذات-المهلكات، السموم المسماة المخدرات وعمليات تشويه خلق الله فيما هو أبعد من “ختان الإناث” إحدى الجرائم المروعة المخزية التي ما زالت منتشرة في بعض دول إفريقيا وجالياتها في الخارج، بما فيها أمريكا رغم التجريم الجنائي للأهل الجناة من المهاجرين الجدد الذي وصل بعضهم بذريعة اللجوء من الاضطهاد النسائي، الديني، الإثني، أو السياسي.
ما من مختص بعلوم النفس والاجتماع بأنواعها، إلا وأكّد أن الشذوذ الذي تروج له “العولمة” بيسارها المنحل المختل المتوحش، أكد أنه مرض عقلي سيزيد من تفكيك الأسر، وانحلال المجتمع وتفكك الأوطان، القضية كبيرة كبر قضايا الأمن العالمي، هي أخطر من الإبادة النووية، استهداف الأسرة النووية، حجر الزاوية الذي أقام رب الأرباب المعمورة به ومن أجله، عصيّ على الاستبدال، مهما صرفوا من كوابح ومصادّ لهرمونات البلوغ الجنسية، ومهما تدخلوا جراحياً باستئصال أثداء الطفلات القاصرات، وخصي الأطفال القاصرين كيميائياً، كل هذه الجرائم دون إذن أو حتى علم الأهل .. هذه الجرائم النكراء، هي الأولى بالتصدي لها من قبل الجميع، ولا تقل بشرورها عن الحروب والإرهاب الذي يشرد الأسر ويتاجر بأمن وأمان الأوطان، ويروج للاتّجار بالبشر، تحت مسميات اللجوء والنزوح، ويستغل تجارة الأعضاء تحت أقنعة التبرع، كم كشفت سنوات الربيع العربي المزعوم المشؤوم من ارتفاع قياسي بتزويج القاصرات، وسرقة أعضاء المخطوفين والقتلى، والرق الجنسي ومنه ما سموه “جهاد النكاح”.
هذه سورية، السيدة .. المنتصرة بشجاعتها المؤصلة جينياً وتاريخياً والمكتسبة روحياً وتربوياً، انتصرت على أكبر تجمع إرهابي عرفته البشرية، هذه السيدة، جديرة بالتكريم الدولي وكم تمنيت لو كان أمريكياً أو بريطانياً على وجه الخصوص، فقد علمتنا “السيدة”، أن “مرتي” باللهجة السورية تعني زوجتي -“سيدتي”، وبأن لقب “سير” الذي يتباهى به العالم المتحضر رفعاً من مقام الرجولة والزعامة، موطنه الأصلي هو سورية..
ليت عالمنا المتحضر المتنور، يحيي فعالياته الحضارية هذه في سوريانا بعد عامنا هذا، بتزويد المرأة السورية والطفلة السورية بأسباب الحياة .. هي وحدها الكفيلة بالنجاح والتميز، صارت رئيسة أم لا، فهي في كل الأماكن، سيدة..
إقرأ أيضاً .. دياسبورا: سفراء لا وكلاء ..
إقرأ أيضاَ .. إيلون ماسك .. من الموسكي لسوق الحميدية! ..
*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter