اقتصاد

عام أسود على شركة ’’تيسلا’’ و.. 5 تريليونات دولار تتبخر!

واصلت شركة ’’تيسلا’’ لصناعة السيارات الكهربائية خسائرها التي بدأت منذ نهاية العام الماضي لتنهي هذا العام بأسوأ خسائر في قيمتها السوقية على الإطلاق.

واستمرت أسهم شركة ’’تيسلا’’ التي أسسها ويترأسها الملياردير الأميركي ’’إيلون ماسك’’ خلال هذا الأسبوع القصير والأخير في عام 2022 في الهبوط يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين لتهوي نحو ثلاثة أرباع قيمتها خلال هذا العام أي أكثر من 73%.

وبانخفاض أسهم شركة “أبل” التي تنتج أجهزة “آيفون” وغيرها بنسبة 2% تكون الشركة فقدت ما يقارب ثلث قيمتها السوقية هذا العام إذ هوت قيمتها السوقية يوم الأربعاء الماضي أكثر من 30% منذ بداية العام، كذلك تنهي شركة “أمازون” العملاقة هذا العام بخسارة نحو نصف قيمتها السوقية إذ هوت أسهمها بنسبة 49% منذ بداية العام، وينسحب الهبوط الهائل في القيمة السوقية أيضاً على بقية شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”ميتا” التي تملك موقع التواصل “فيسبوك”.

ولفت محللون في مجموعة “بيسبوك” الاستثمارية عبر مذكرة إلى أن أسهم “ميتا بلاتفورمس” المالكة لـ “فيسبوك” و”أمازون” و”نتفليكس” هبطت إلى مستوياتها المتدنية التي شهدتها خلال مارس (آذار) 2020 مع بداية أزمة وباء كورونا.

تريليونات الدولارات تتبخر!

يتابع المحللون في “بيسبوك” “مؤشر فانغ+” الذي يضم أكبر /10/ شركات تكنولوجية في بورصة نيويورك والذي بدأ هذا العام وقيمة الأسهم عليه عند /12.3/ تريليون دولار.

ومع الأخذ في الاعتبار أن تداولات اليومين الباقيين من هذا العام ستنهي المؤشر عند /7/ تريليونات دولار يكون مؤشر أكبر شركات التكنولوجيا في البورصة الأميركية فقد نحو نصف قيمته أي بهبوط نسبته 46%، وذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأميركية أن /5/ شركات تكنولوجيا كبرى غير شركة “تيسلا” وهي “أبل” و”أمازون” و”ألفابيت” التي تملك محرك البحث “غوغل” و”مايكروسوفت” و”ميتا” فقدت نحو /5/ تريليونات دولار من قيمتها السوقية منذ بداية العام وحتى الآن.

وأكد المحلل المالي هوارد سيلفربلات أن مؤشر “إس أند بي” للشركات الكبرى في “وول ستريت” فقد نحو /8/ تريليونات دولار خلال /52/ أسبوعاً، وفقدت بقية الأسهم المسجلة للشركات الأميركية الأصغر نحو /2/ تريليون دولار، وإذا أضيف إلى تلك الخسائر تبخر نحو /2/ تريليون دولار من سوق العملات المشفرة يكون إجمال ما اختفى من السوق /12/ تريليون دولار أي بمعدل خسارة تريليون دولار شهرياً خلال العام 2022.

وتبخر أكثر من تريليون دولار من القيمة السوقية لشركة “تيسلا” التي تم حذفها من تصنيف الشركات التي تزيد قيمتها على تريليون دولار بعد أن هوت قيمتها السوقية إلى نحو /400/ مليار دولار، وكانت قيمتها مطلع العام /1.2/ تريليون دولار حسب أرقام “غلوبال ماركت إنتليجنس” التابعة لمؤسسة “ستاندرد أند بورز”، أما “أبل” التي كانت قيمتها السوقية بداية هذا العام /3/ تريليون دولار، فقد وصلت الآن إلى نحو /2/ تريليون دولار، والأمر نفسه مع سوق العملات المشفرة التي وصلت قيمتها المجمعة إلى /3/ تريليونات دولار لتهوي حالياً إلى /806/ مليارات دولار.

تطورات الصين ومشكلات سلاسل التوريد..

ويعود هبوط الأسهم بشكل عام مع أسهم شركات التكنولوجيا حسب محللين إلى التطورات في الصين والمخاوف من استمرار مشكلات سلاسل التوريد، رغم قرار بكين رفع كل قيود الإغلاق التي فرضتها لمواجهة موجة انتشار فيروس كورونا ضمن سياسية “صفر كوفيد”، وبالفعل أثرت الإغلاقات في الصين على أداء شركات مثل “تيسلا” و”أبل”، ومن المستبعد أن تحقق “تيسلا” مستهدف مبيعاتها هذا العام مع استمرار إغلاق أكبر مصانعها في شنغهاي نتيجة موجات وباء كورونا، إذ خفضت الشركة توقعاتها لنمو مبيعاتها هذا العام عبر بيان لها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال المدير المالي للشركة زاك كيركهورن آنذاك: “إن الشركة قد لا تحقق مستهدف النمو في المبيعات لعام 2022 والمقدر سابقاً بزيادة 50% عن مبيعات العام الماضي 2021”.

وباعت الشركة نحو /936/ ألف سيارة العام الماضي، وكي تحقق مستهدف النمو لهذا العام فهي تحتاج إلى بيع /1.4/ مليون سيارة، ما جعل الشركة تقدم إغراءات حسم للمشترين في الولايات المتحدة وصلت إلى خفض السعر بنحو /7500/ دولار على بعض أنواع سياراتها كما سبق وخفضت أسعار سياراتها في الصين أيضاً لزيادة المبيعات.

وبدأت شركة “تيسلا” تواجه منافسة قوية من منتجين آخرين للسيارات الكهربائية حسب ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، ومع أنها تظل صاحبة النصيب الأكبر من سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة إلا أن شركات منافسة مثل “فورد موتور” و”ريفيان أوتوموتيف” بدأت تزيد نصيبها من السوق.

وفي الصين بدأت منافسة الشركات الصينية المنتجة للسيارات الكهربائية تقلص من هيمنة شركة “تيسلا” على السوق، وأصبحت السيارات الكهربائية من إنتاج شركة “بي واي دي” التي يستثمر فيها ويدعمها الملياردير الأميركي وارن بافت منافساً قوياً لسيارات “تيسلا” في السوق الصينية.

وعانت شركة “أبل” أيضاً إغلاقات الصين بسبب ما يزيد على شهر من الفوضى في أكبر مصنع لتجميع منتجها الرئيس في “جينجزو” الذي يعرف باسم “مدينة آيفون” عقب الموجة الجديدة من الوباء التي اندلعت في أكتوبر الماضي، وفي تلك الفترة نقلت شركة “فوكسكون” التايوانية المصنعة لمصلحة “أبل” مراكز إنتاجها إلى مواقع أخرى في الصين وخارجها وبخاصة في الهند.

وتستهدف الشركات التي تمثل سلاسل توريد لشركة “أبل” مثل الشركات التايوانية “فوكسكون” و”بيغاترون” و”ويسترون” توسيع أعمالها في مناطق أخرى غير الصين، وفي الوقت الحالي زاد إنتاج أجهزة “آيفون” في الهند بنسب تتراوح بين 7 و8% وتتوقع الشركات التايوانية زيادة إنتاج تلك الأجهزة في الهند إلى نسبة 18% من إجمال الإنتاج بحلول عام 2024.

سلسلة رفع أسعار الفائدة..

تواجه شركة “تيسلا” منذ نهاية العام الماضي مشكلة تتعلق بسياسات ومواقف رئيسها إيلون ماسك التي أضرت بالشركة بشدة وجعلتها لا تخسر القدر الأكبر من قيمتها السوقية وحسب بل أيضاً ثقة المستثمرين في مستقبل أدائها وزادت تلك المشكلات مع بدء ماسك صفقة شراء شركة “تويتر” خلال الربيع والتي تمت قبل أشهر قليلة بقيمة /44/ مليار دولار.

وباع ماسك خلال العام أسهماً له في “تيسلا” بعشرات المليارات وغرق تماماً في مشكلات “تويتر” منصرفاً عن الاهتمام بالشركة الأهم وهي شركة السيارات الكهربائية.

أما ما هو مشترك بين شركات التكنولوجيا فهو سلسلة رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية هذا العام ومع زيادة نسبة الفائدة يخرج المستثمرون من شركات التكنولوجيا ببيع أسهمها والتحول إلى السيولة وذلك لأن معدلات الفائدة على النقد تكاد تقترب من معدلات العائد على الأسهم ولأن رفع نسبة الفائدة يقلل قيمة أرباح الأسهم في المستقبل.

والعامل الأهم وهو ما ضخته الحكومات في الأسواق من سيولة لدعم فرص الانتعاش بعد الركود الناجم عن الإغلاقات بسبب وباء كورونا إذ ضخت الحكومة الأميركية نحو /10/ تريليونات دولار ضمن برامج دعم ما يسمى “التيسير الكمي” وغيرها وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي وإن بقدر أقل مع غيره من الاقتصادات الرئيسة.

وذهب القدر الأكبر من تلك السيولة المجانية إلى أسواق الأسهم والعملات المشفرة ومع تشديد السياسة النقدية تتبخر تلك التريليونات من الأسواق.

المصدر: إندبندنت عربية

تابع المزيد من الأخبار والمقالات التي تهمك عبر صفحاتنا على الفيسبوك  –تلغرام –تويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى