طـارق عـبـداللـه عـجـيـب .. الـرعـب الإسـرائـيـلي مـن الـعـقـل الـعـربـي ..

|| Midline-news || – الوسط ..
حرصت إسرائيل ومنذ نشأتها كمجموعات إرهابية في منطقتنا العربية على تدمير العقل العربي واغتيال رجالاته من أي اختصاص كان ، في سبيل ذلك عملت بجد ونشاط كبيرين على إنشاء مؤسسات مسؤوليتها الأولى هي البحث عن الأشخاص الذين يمتلكون مقدرات علمية ومعرفية قد تسهم في نهضة العرب أو في صناعة أي منتج يمكن أن يحد من تفوقها العسكري والتكنولوجي والعلمي بكل تخصصاته ، وغير ذلك من مجالات لا تريد إسرائيل لأي من العرب الخوض فيها ، أو حتى مجرد الحضور في ميادينها .
وفي سبيل ذلك نسجت شبكة من الجواسيس والعملاء والمخبرين في جميع دول العالم ، وجامعاته ، ومراكز الأبحاث والدراسات ، لكي يتم إبلاغها عن اي شخص عربي يتميز في مجال ما أو اختصاص ما ، وقامت بإنشاء بنك معلومات خاص بهذا الجانب ، وحددت بنكاً من الأهداف ، بعد دراسة احتمالات تشكيل هؤلاء الاشخاص أي خطورة مهما كانت صغيرة عليها أو على أي قطاع من قطاعاتها الحيوية ، ومن ثم تصدر قرارات تصفيتهم بأي شكل ، على أيدٍ محلية في البلد الذي يتواجد فيه الهدف ، أو بالتدخل المباشر من عناصرها المدربة والمجهزة لتنفيذ الاغتيالات في أي مكان في العالم ، أو عبر القصف الجوي من طيرانها للأهداف المطلوبة في الدول القريبة منها .
ومن المؤكد أن التنسيق كاملٌ وعلى أعلى المستويات بينها وبين الدول الراعية والداعمة والشريكة لها في كل سياساتها الإجرامية ، لذلك من السهل عليها تنفيذ قرارات الاغتيالات دون عوائق تذكر ، ودون عواقب قد تفكر فيها .
ما سبق هو سياسة طبيعية لكيان بنى نفسه على القتل والتهجير والإرهاب ، إسرائيل دولة العصابات المارقة ، والخارجة على كل القوانين والأعراف الدولية ، وخاصة في ظل نظام عالمي تم تقويضه بالكامل من قبل الدول الكبرى بشكل مقصود لخدمة مصالح هذه الدول أولاً ، وبالتوازي ، لخدمة إسرائيل وضمان أمنها .
لكن غير الطبيعي والمثير للاستفزاز ، هو اللامبالاة والإهمال الذي تمارسه سلطات دولنا العربية تجاه ما تقوم به إسرائيل في هذه المعركة ضمن الحرب الكبرى الشرسة المستمرة بين الطرفين ، فليس من المعقول أن نُستباح بهذه الطريقة ، وليس من المعقول في ظل الظروف المغرقة في السوء التي تمر بها بلادنا أن نغفل عن واجب حماية وتحصين رجالات العلم والمعرفة بهذه الطريقة التي تجعل من اغتيالهم عملية غاية في السهولة .
المنع المطلق شيء غير قابل للتطبيق ، لكن في المقابل ، سهولة العمليات وعدم الكشف عن أي متورطين فيها أمر يثير الاستغراب ، ويطرح التساؤل عن حقيقة بسط أو وجود الأمن والأمان على أرض الواقع .