رأي

نعيق صفير التسلل! .. بشار جرار – واشنطن

بوحي من الأصمعي ناظم القصيدة الشهيرة “صوت صفير البلبل”، إليكم -يا سادة يا كرام- مقالة تحاكي مونديال قطر بما انتهى إليه الحال في الشمال، الشمال العراقي والسوري.

تحار بمن تبدأ، بالجار “الشقيق” شرقاً أم شمالاً. أم بذلك “اللهو الخفي” الذي جمع “الشامي على المغربي”، من جمع الإيراني على التركي، الولائي على العصملي، وهذا الأخير جيناته ما زالت عثمانية وإن كانت قسماته أطلسية!.

ليس الجار “الولي الفقيه” بأقرب لشمالنا من السلطان العثماني الجديد .. “اللفة” واحدة، عمامة كانت أم طربوشاً! كلاهما يتسربلون ـ أم لعلهم “يتسرولون”- بـ “الأمن القومي”.. سروال أمنهم تجاوز السرة إلى الإبط، فتأبطوا شراً .. لم ينقطع حبلهم السري بالماضي أبداً.

لكن الحق يقال، أمَا “جنت على نفسها براقش”؟ جنت على نفسها عقوداً قبل أن “تخلق” داعش! أمَا قصَّرنا “من المحيط إلى الخليج” بتعريف الدولة والوطن والنظام، بتعريف الحزب والقبيلة والأسرة، بتعريف الشعب والأمة، ما يعيب الأمة أن تضم شعوباً تتحدث بألسنة وتدين بالولاء لله، كل على دينه ومذهبه وطائفته، ما لنا نعاند سنة الحياة وحكمة الخالق في التعدد، تعدد لا يُبدِّد، تعدد يُثري ويُغني عن الارتزاق والاسترقاق بأنواعه ودرجاته..

تزعم طهران وأنقرة أن عدوهما ليس العراق ولا سورية ولا الأمة الكردية، تحوم التهم ولا يقولا الشبهات، حول حزب العمال الكردستاني ومن “لفَّ لفَّه”، وهنا مربط الفرس..

سيبقى الحزب -المدرج على لائحة الإرهاب أمريكياً- وهذا هو السلاح الأكثر مضاءً في يد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سيبقى “مسمار جحا”. كلما تعرض الجاران للضغط داخلياً أو خارجياً أتى التنفيس صفيراً بوجه الشمال السوري والعراقي.

على فارق أوضاع البيشمركة وقسد، الأهم هو موقف الحكومتين المركزيتين، المركز هو الأصل -اعترف وأقر البعض بذلك أم أصر على تجاهل هذه الحقيقة- .

محادثات رئيس وزراء العراق الجديد في إيران ومع قادة إقليم كردستان العراق تشير إلى وجود تعاون ولو كان صورياً، فيما لا تزال الاتصالات إما منعدمة أو متقطعة أو عقيمة بين الحكومة السورية ومسد (منطقة الإدارة الذاتية) وقسد (قوات سوريا الديموقراطية).

إنه صفير الضغط الداخلي في إيران وتركيا، صفير داخلي عادة ما يتحول إلى صفير تسلل.. نعيق غراب تسلل لا “صوت صفير بلبل”..  رحم الله الأصمعي، ودفع عنا جميعاً خطر الولائي والعصملي..

 

قرأ أيضاَ .. أمريكا انتخبت: تشبّثوا ! ..

إقرأ أيضاً .. عِبَر قطر ..

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..

 

عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter
صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك