العناوين الرئيسيةحرف و لون

خزانة الذكريات .. أمل أبو سعد

لوحة: فاتن الدخيل

تفتح خزانة الملابس لتختار ثوبا فيختارك ثوب آخر.. يسقط من على العلاقة قميصٌ فتسقط من قلبك ذكرى.. تلتقطه تلتقطك رائحة ليست موجودة الآن.. تعلق ربطة عنق كانت مرمية في قعر الخزانة فتفضح رغبتك وتكشفها تحت زجاج واجهات الحب…

هل من تسعيرة للذكريات المستعملة؟؟
ذكريات برائحة الفرح وأخرى بطعم الدهشة ، وثالثة بنكهة الدموع إثر خيبة موعد كان مرشحا للفوز بلقاء منتظر …
تسوّي ركام الذكريات تحاول التبرع بها لعاشقين جدد، فبعض القصص مازالت عالقة علها تمنحك حظا أجمل من حظ قصصنا الخجولة..
فنحن نحب لنبكي.. لنتألم.. لنشعر اننا مذنبون نرتكب حماقة الامتنان لقلوبنا المشرًعة للوجد..
نحب لتصبح قلوبنا هشة ضعيفة امام انكسارات وهزات عاطفية تقلبنا راسا على عقب.. نحب لنظن اننا امتلكنا فتتابع خساراتنا في بورصة المشاعر وكلما احببنا اكثر تناقصت اسهمنا وزادت احتمالات إفلاسنا العاطفي.. نجلس على قارعة جراحنا في نهاية المطاف لا لنتسول حبا بل لنستعيد ذواتنا التي مضغها الحب لٱخر لقمة وتركها لفافة يابسة لا نستطيع معها التأثر بشيء.
نقلب في صفحات التواصل… نسمع باخبار المرض والموت والحرائق والزلازل.. والاشتباكات وحوادث الطلاق والانفصال، والتشرد والفصام ، والإعاقات الذهنية والعاطفية والجسدية ..نعجز حتى عن إظهار مشاعر اللامبالاة.
فقراء نحن كلما مددنا ايدينا لنربت على جراح الأخرين نتذكر ذلك العوز الذي يطعننا كل لحظة ويتركنا في أسمال الغرام عاجزين حتى عن البكاء.. نأكل قطعة سكر مربى شوكولا… كل سكّر العالم لا يعيد لقلبك طعما فقدت الإحساس به يوم اعتصرت روحك لٱخر قدح من سلافة الشعور..
نعيد ترتيب الخزانة، نصرّ كراكيب ذكرياتنا في كيس أسود نحكم إغلاقه نرفعه هناك على سقيفة الأرشيف فقد نحتاج كل عام أن ننفص غبار ذكرى تلاحقنا أو نخرج اخرى للشمس كي لا تتآكل أرواحنا لطول شتاء الانطواء.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى