إضاءاتالعناوين الرئيسية

تلك الرسائل … أحمد علي هلال

بعيداً عن شغف العودة إلى زمن الرسائل لا سيما الورقية منها، وعلى مستوى أكثر تركيباً والتباساً، أي رسائل الأدباء والمبدعين وسواهم، فإن رسائلهم مازالت تمثل فرصة للسجال والارتياب، بقدر ما تثيره من أسئلة فادحة لجهة توقيتها، ولجهة كتّابها.

من تلك الرسائل ، ما أثارته الأديبة السورية غادة السمان، في كشفها لرسائل الشاعر اللبناني أنسي الحاج لها، ومازال جمر رسائل غسان لها متقداً، والجمر الأكثر اتقاداً في الذاكرة ولعله –الجمر الغافي- هو مراسلات ثلة من الأدباء لمي زيادة، ومنهم مصطفى صادق الرافعي صاحب «أوراق الورد، السحاب الأحمر وغيرها»، حتى أنه يمكننا أن نتساءل بتندر هل كانت مؤلفات الرافعي أصداء لشغفه بالآنسة مي؟!.

بعيداً أيضاً عما يمثله شخص الكاتب، أي رمزيته، التي ترقى حدَّ الأيقونة، فإن رسائله ستنزاح بقراءة مختلفة إلى ما يعني مساءلة أدبيتها وليس فقط سياقها التاريخي الذي جاءت فيه، كما لحظتها أيضاً، وعليه فإن مفهوم الأدبية بالمعنى النقدي هنا، يتعدى إلى حوافزه التأليفية والجمالية والواقعية، وسيحيلنا إلى تفحص -تلك الرسائل- بوصفها علامة لغوية على مستوى صيرورة الكاتب الإبداعية تناغماً مع وعيه الإبداعي وشرطه الإنساني، أي أننا سنتطير من لازمة سؤال مباغت: لماذا الآن؟!. فثمة من سيثير الكثير من الغبار، وآخرون سيذهبون إلى سؤال ماكر لمَ لمْ تظهر رسائل الأديبات بالقدر الذي يثرنه بنشر رسائل الأدباء لهن، جريا على عادة أديبات غربيات، إذ ليس المهم العثور على الجواب هنا، بل أكثر من ذلك هو العثور على السؤال الذكي، الذي يأخذ القارئ إلى تلك التعبيرات الإنسانية، وتجليات القلق فيها والتوق والهيام، بالقدر الذي سيربط هذه التعبيرات بالنصوص الإبداعية المحايثة على مستوى الأجناس الأدبية، مثلاً الرواية أو الشعر، فلو وقفنا مثلاً عند رسالة بعينها للشاعر الراحل أنسي الحاج، الذي يشي فيها بأنه أحب حبه لها، وربما سيصبح الشخص مجازاً لا أكثر، ستبدو المسائل الشخصية محض تفصيل فحسب…

إذن هو يذهب إلى فضاء العشق ليحرر معنى فيه، وسيحتاج –هذا المبدع- إلى حامل ورمز وفكرة وصورة وحالة، علها تغذي هواجسه الإبداعية اللاواعية قصد تنظيمها واتساقها وعياً بعينه، فلنقرأ الرسائل بحياد موضوعي لنعثر على غير سؤال يساءل الأدبية فيها ولا يسائل الشخص كي نمضي إلى المعنى الطليق.
.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا
.

لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك