إضاءاتالعناوين الرئيسية

بحثاً عن بطل… أحمد علي هلال

 

بحثاً عن بطل… أحمد علي هلال

بحثاً عن بطل… قال لي بتندر يعلوه الأسى، لمَ لا يكون الأديب نجماً تتخاطفه الأضواء ويهرع إليه المعجبون لالتقاط صورة تذكارية ما، وفي الماضي كان المعجبون يحملون (أتوغرافات) ملونة ليوقع عليها ذلك الكاتب المشهور، أما اليوم فالنجومية قد أضحت للمغنين فحسب، بصرف النظر عن خشونة أصواتهم وتقليدهم لسواهم.

ذلك سيحدث كثيراً يا صاح ونحن نُشوى بألسنة نيران النهارات المتثاقلة، لكن نيران الأخبار من تشوي أفكارنا وعلى طريقتها، إذ لم يعد يجرؤ أحد على دعوة أحد لحفل شواء، فمازال الشواء عاماً وعليك أن تبتكر ظلك الخاص وفيء روحك المندهشة، أن يصعد (نجم) شعبي إلى منبر ليغني لم تعد سابقة، ولم يعد المعجبون اللاهثون ورائهم لاحتضانهم سابقة أيضاً، كل ما في الأمر أنهم يبحثون عن بطل كما أبطال الروايات الذين يبحثون عن مؤلفيهم في زحمة الوقت، زحمة النسيان والأجوبة المتشظية، بطل أنموذج يمثل لهم تعويضاً ما عن جفاف بعينه، تماماً كما يبحث مشاهدو ما سمي خطأً بـ (دراما البيئة الشامية)، اذ ثمة من يبحث هنا عن بطل أيضاً، بطل شعبي بمواصفات خيالية، وليس بوسعه أن يتصور –هذا البطل- قد يعشق أو ينسى أو يخطئ، ألم أقل لك أنه بمواصفات قياسية، تسقط عليها الرغبات ما شاءت من الأحلام وأضغاث الأحلام.

بحثاً عن بطل…
إذن هل نحن في محنة نحن وقودها وأبطالها الآخرين صنّاع الإعلام وجاذبية الصورة الإشهارية، والسحر الأسود للميديا وبتغذية راجعة وسائل التواصل الاجتماعي، كما قال ذات يوم الشاعر الراحل سميح القاسم: (لافينوس ولا أوزريوس… إنه التواصل الاجتماعي)، لكن القطبة المخفية بحسب التعبير الدرامي ليست هنا بل في مفارقة يومية تأتي وكأنها ترجمة لما كتبه الروائي جابرييل ماركيز عنواناً لأشهر رواياته (ليس للجنرال من يكاتبه)، إذن نبحث عمن يسمعنا ويحدثنا ويحاورنا، تماماً كقصة للروائي صبحي فحماوي (جوز فارغ)، عن زوجة رجل الأعمال المشغول ببناء حديقة كلف بهاء مهندس زراعي بارع، لكن زوجته في المساء تقتلع كل الأزهار أملاً بأحد ما يسألها لماذا!!، مهلاً لعلك البطل الذي أبحث عنه، أو تراني بطلك المنتظر؟
.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا
.

 

لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى