الصين وروسيا تهددان سوق الذخيرة الأمريكية
الصين وروسيا تهددان سوق الذخيرة الأمريكية.. وذلك بسبب اعتماد الولايات المتحدة عليهما في شراء معدن الأنتيمون البالغ الأهمية لإنتاج الذخيرة.. فهل تتأثر بالاضطرابات الجيوسياسية الأخيرة؟
ويعد الأنتيمون المعدني ضروريًّا لسلسلة التوريد الصناعية الدفاعية، وهو ضروري لإنتاج كل شيء بدءًا من الرصاص الخارق للدروع والمتفجرات إلى الأسلحة النووية، إضافة إلى المعدات العسكرية المتنوعة الأخرى، مثل نظارات الرؤية الليلية.
أصبح الأنتيمون في الخطوط الأمامية لجهود الكونغرس الأخيرة لدعم الاحتياطي الاستراتيجي للمعادن الأرضية النادرة، والمعروفة باسم مخزون الدفاع الوطني. ويشمل المخزون العديد من المعادن الأخرى المهمة لسلسلة التوريد الصناعية الدفاعية مثل التيتانيوم والتنجستن والكوبالت والليثيوم.
الصين وروسيا تهددان سوق الذخيرة الأمريكية
ويتوقع المختصون أن تصبح الولايات المتحدة متعسرة بحلول 2025 في غياب الإجراءات التصحيحية وفقًا لتقرير نشره موقع “ديفينس نيوز” المتخصص في الأسلحة والذخيرة الذي أشار إلى أن لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب اتخذت أولى خطواتها في معالجة قبضة الصين على سلسلة توريد الأنتيمون في مسودة قانون أصدرته حزيران /يونيو الحالي.
ميلاد تحالف جديد
يطلب التقرير المصاحب لمشروع القانون المزمع من مدير مخزون الدفاع الوطني إطلاع لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأمريكي على حالة الأنتيمون بحلول تشرين الأول/ أكتوبر مع تقديم “نظرة مستقبلية لمدة 5 سنوات لهذه المعادن، ونقاط الضعف الحالية والمستقبلية في سلسلة التوريد.
وأشار التقرير إلى أن اللجنة قلقة بشأن الديناميكيات الجيوسياسية الأخيرة مع روسيا والصين، وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تسريع اضطرابات سلسلة التوريد، لا سيما مع الأنتيمون. وأقامت موسكو وبكين علاقات دبلوماسية وعسكرية أوثق عن ذي قبل، وشراكات اقتصادية وتدريبات عسكرية مشتركة، في ظل توتر علاقتهما مع الغرب، خصوصًا واشنطن.
الصين المورد الأكبر
تعدّ الصين أكبر منتج للأنتيمون الخام والمكرر، ومصدر رئيس لواردات الولايات المتحدة، وأظهرت نتائج تحليل بيانات عن حجم التجارة الدولية لواردات الولايات المتحدة من معدن الأنتيمون عبر قواعد البيانات التي تتيحها منظمة الكومتريد التابعة للأمم المتحدة، أن الصين أكبر موردي هذا المعدن خلال آخر 5 سنوات.
واستوردت أمريكا من الصين ما يقرب من 19 مليون كيلوغرام من أكسيد الأنتيمون خلال 2021، و شحنتين من مصنوعات الأنتيمون حجمهما يصل إلى 30 مليون كيلو غرام، وشحنتين من الأنتيمون غير المشغول والبودرة حجمهما 70 ألف كيلو جرام.
أعلى ورادات خلال 10 سنوات
تستورد الولايات المتحدة أوكسيد الأنتيمون من الصين منذ العام 1992، حسب البيانات المتوفرة، وكان العام 2021 الأعلى في حجم الواردات من المعدن خلال آخر 10 سنوات، في حين كان العام 2010 أعلى حجم للواردات على الإطلاق بـ 20 مليون كيلو عرامًا، وبلغت قيمة الواردات 158 مليون دولار خلال العام 2021 فقط.
واستوردت الولايات المتحدة أكسيد الأنتيمون من 10 دول خلال 2021، استحوذت الصين على 81% من إجمالي الواردات، يليها بلجيكا بـ 11%، ثم فرنسا بـ 4%. وفي ما يخص مصنوعات الأنتيمون احتلت الهند المرتبة الثانية بعد الصين بحجم واردات 1.8 مليون كيلو غرام في العام 2021، ثم المملكة المتحدة بـ 259 ألفًا و251 كيلو غرامًا، ثم اليابان بـ 80 ألفًا و675 كيلو غرامًا.
ضعف في المخزون
قدمت وزارة الدفاع الأمريكية اقتراحها التشريعي إلى الكونغرس آيار/ مايو الماضي، طلبًا للمشرعين للموافقة على 253.5 مليون دولار في مشروع قانون تفويض الدفاع، لشراء معادن إضافية للمخزون وفقاً لموقع ديفينس نيوز.
وقال المشرعون بلجنة القوات المسلحة بمجلس النواب إن المخزون الحالي غير كافٍ لتلبية متطلبات المنافسة بين القوى العظمى، ولم يعد قادرًا على تغطية احتياجات وزارة الدفاع للغالبية العظمى من المواد المحددة، حال حدوث اضطراب في سلسلة التوريد.
المصدر: وكالات