رأي

الساتر والمستور وما بينهما! .. بشار جرار – واشنطن ..

 

هل يفعلها ماسك ويكمل ما بدأه سنودن وأسانج؟..

باختصار وليس استعجالاً أقول: لن يفلحوا بما عجز عنه ترامب وبوتين.

لا بأس الآن ببعض التفاصيل وبإيجاز، تحويل إيلون ماسك تويتر إلى شركة خاصة سرعان ما واجهته إدارة أوباما الثالثة -إدارة بايدن- بإنشاء جهاز معني بكشف “الحقيقة” أتبعه بوزارة الأمن الوطني التي فشلت على نحو كارثي في ضبط الحدود الجنوبية للبلاد!، ضحايا “الفيتنول” وحده كانوا مئة ألف أمريكي في عام واحد بينهم طفل في الثالثة عشر من عمره.

ترامب، حتى كتابة هذه السطور رفض العودة إلى تويتر، وغرد مرة أخرى خارج السرب، هذه المرة من منصته الخاصة، وقد أسماها “تروث سوشال”، كناية عن تكريسها للحقيقة، رداً على كذب وزيف وتضليل وتلاعب تويتر على الأقل في إدارتيه السابقتين.

صحيح أننا ما زلنا -معشر المحتفلين بإنجاز ماسك والتزامه المسبق والعلني بجعل تويتر واحة حرية تعبير مطلقة- ما زلنا في نشوة الانتصار، لكنه صدق في تنبؤه المعلن استباقيا بأن استقلالية تويتر ستثير حفيظة اليمن واليسار المتطرف على حد سواء، لست من أي المعسكرين، لكني كمحافظ قبل أن أكون جمهورياً، أدنت قبل سنوات تدخينه الماريجوانا على الهواء في مقابلة إذاعية (مصورة)، كما أدنت قبل أيام تغريدته الخاصة بكوكا كولا والكوكائين، هذا النوع من “حرية التعبير” غير مقبول بالنسبة لي ومدان بلا تحفظ.

أتجاوز إدوارد سنودن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن الوطني (إن إس إيه) وجوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، وأطرح الرئيس السابق دونالد ترامب كمثال قوي على ما هو ممكن وما هو مستحيل لأسباب قد نجهل معظمها، ثمة أسرار ميتة ومميتة في آن واحد، وعلى مدى التاريخ.

لم يجرؤ ترامب (الجريء) إلى حد التهور في نظر البعض، والصريح إلى درجة الوقاحة والسوقية لدى البعض الاخر، لم يجرؤ على تنفيذ وعيده المتكرر بأنه سيكشف كل شيء، علت الأصوات -خاصة من قبل غلاة مؤيديه وتحديدا من منظمات اتهمت بتبنيها نظرية المؤامرة كـ “كيو آنون”- المطالبة بـ”رفع السرية وعن كل شيء”، لم يفعلها ترامب، وظلت أسرار وألغاز كثيرة طي الكتمان رغم إصراره حتى الآن على تعرضه للمؤامرة هو وأمريكا من قبل أطراف عدة أهمها “الدولة العميقة”.

فلاديمير بوتين الرئيس الروسي أيضا لم يفعلها، تراجعت وربما اختفت نهائيا، تهديدات نسبتها وكالات إعلام ومنصات تواصل اجتماعية إلى مصادر روسية خاصة في الجيش، بأنه سيتم كشف كل شيء وليس فقط ملف المختبرات البيولوجية التي تعاقد على تمويلها هنتر ابن جو بايدن (بكل ما احتوى كمبيوتره الخاص من فضائح مزعومة تفوق بكثير ما نسب لأولاد الراحلين صدام والقذافي)، التهديد الروسي بفضح “أمريكا والغرب” وصل إلى قضايا شرق أوسطية من ضمنها لغز اغتيال الحريري وتفجير مرفأ بيروت (بيروتشيما)!

أعود ختاماً للعنوان، يظن البعض واهماً أن الساتر هو شخص أو حزب أو جهاز أو نظام، يظن البعض الآخر أن المستور سيبقى مجهولاً إلى ما لا نهاية، لكن الحقيقة هي ما بينهما، والأهم ما فوقهما، الستار هو الله ضابط الكل سبحانه، إن أراد، له العزة والمجد، كشف المستور على أهون سبب، وبعض المستور معروف لدى العارفين بالله حقاً، فالحكاية كلها بكلمتين: الحقيقة تحرر ..

كل عام والجميع بخير، عيد فطر مبارك وفصح مجيد..

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter
 

صفحتنا على فيس بوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك