أردوغان يـُغـري واشنطن بتشكيل تحالف يمكنه تحويل الرقة إلى مقبرة ” للجهاديين “
|| Midline-news || – الوسط ..
أغرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان واشنطن بتشكيل تحالف بين البلدين ، بإمكانه أن يجعل من الرقة مقبرة للتنظيمات الجهادية ، في وقت يرى محللون أن أردوغان يسعى من خلال إصدار أوامر بضرب فصائل كردية في سوريا إلى ممارسة ضغوط على واشنطن الداعمة لها قبل لقائه ترامب .
واعتبر أردوغان اليوم السبت أن تركيا والولايات المتحدة يمكنهما إذا وحدتا قواهما ، تحويل الرقة ، المعقل الرئيس لتنظيم داعش في سوريا ، إلى ” مقبرة ” للجهاديين .
أردوغان قال في كلمة ألقاها في إسطنبول إن ” أميركا الهائلة ، والتحالف وتركيا قادرون على توحيد قواهم وتحويل الرقة إلى مقبرة لداعش”.
وأعربت الخارجية الأميركية عن “قلقها العميق” لهذه الضربات التي نفذت “من دون تنسيق مناسب مع الولايات المتحدة أو التحالف” الدولي، الذي يحارب تنظيم داعش في سوريا والعراق.
ويبدو أن اختبار القوة هذا قبل اللقاء المرتقب في منتصف مايو بين أردوغان وترامب ، يعكس استياء السلطات التركية من الدعم الذي تقدمه واشنطن لوحدات حماية الشعب الكردية ، التي تعتبرها أنقرة الذراع السورية لانفصاليي حزب العمال الكردستاني .
ورغم دعوات أردوغان المتكررة ، لا تزال واشنطن تدعم هذه المجموعات الكردية في عهد إدارة ترامب ، كما كانت الحال في عهد سلفه باراك أوباما ، باعتبارها القوة الأكثر فعالية على الأرض لمحاربة تنظيم داعش .
وقال جان ماركو الباحث في المعهد الفرنسي للدراسات حول الأناضول : ” من الواضح أن هذه الضربات تدل على غضب تركيا وتندرج ضمن الدعوات المتكررة إلى واشنطن لوقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية”.
استياء تركيا كبير، خصوصًا وأن وحدات حماية الشعب الكردية ستضطلع بدور أساسي في الهجوم الذي يتم التحضير له على الرقة، أبرز معاقل تنظيم داعش في سوريا، في حين يبدو أن أنقرة لن يكون لها أي دور في هذه العملية، لأن مشاركتها غير ممكنة بوجود المجموعات الكردية المقاتلة.
وكتبت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشر الجمعة أن ” أنقرة قلقة من أن يساهم دور أساسي لوحدات حماية الشعب الكردية في عملية الرقة في تعزيز تحالفها مع واشنطن ، وأن يمنحها المزيد من الشرعية على الصعيد الدولي . ونظرًا إلى توقيت الضربات التركية ، فقد تكون بين أهدافها الرئيسة عرقلة التحضيرات لشن هجوم على الرقة بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية”.
مؤسسة “يوريجا غروب” رأت في مذكرة تحليلية أن ضربات تركية جديدة على سوريا أو العراق “ستؤدي إلى المزيد من انعدام الاستقرار “. وتابعت إن “ذلك سينعكس سلبًا على الحملة الأميركية ضد تنظيم داعش”.
وجاء في المذكرة ” إنها أيضًا مسألة حساسة للجيش الأميركي، الذي ينتشر جنوده حاليًا إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية. وقد يؤدي هجوم جديد إلى سقوط ضحايا أميركيين بشكل عرضي وإثارة توترات كبيرة في العلاقة بين الولايات المتحدة وتركيا”.
إيكان أردمير من مؤسسة الدفاع عن الديموقراطية ، ومقرها واشنطن أقر بإمكانية أن تؤدي الضربات التركية إلى تعقيد عملية التصدي لتنظيم داعش ، ورأى ، أن إردوغان سيحاول استخدام هذه الورقة للحصول على تنازلات من واشنطن حول دعمها للمجموعات المقاتلة الكردية وملفات أخرى .
وقال ” تجنبت واشنطن إطلاق عملية الرقة قبل استفتاء 16 إبريل ( حول تعزيز صلاحيات أردوغان ) تفاديًا لتعقيدات محتملة مع أنقرة ، لكن حملة تركيا العسكرية العشوائية ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية بعيد الاستفتاء تطرح تحديًا غير متوقع لجهود التحالف ضد تنظيم داعش”.
وأضاف أردمير ” كلما استمرت هذه الحملة ، كان من الصعب على واشنطن الحفاظ على وحدة التحالف . في الواقع التوترات بين أعضاء التحالف من العوامل الرئيسة التي تساهم في بقاء داعش ” .
وكالات