رأي

يا شين “غراب البين”! .. بشار جرار .. واشنطن

ظلمنا حتى الغراب. هذا الطائر الأكثر ذكاء في عالم، الطيور العصيّ على التدجين، من علم أول قاتل أو مجرم في التاريخ كيف يواري سوءته الكبيرة الأولى التي خطّت أول كلمة في سجل جرائم البشرية، جريمة قتل إنسان لأخيه الإنسان، لأخيه شقيقه الوحيد، لا لشيء إلا لغيرته من إيمان أخيه الذي تقبّل الله قربانه وفقاً لما تعلمناه في الديانات التوحيدية الثلاثة.

ربط بعض أحفاد إبراهيم بين من علّم قابيل دفن أخيه الصريع هابيل أو قائين (كين)، ربطوا بين الغراب -وما عرف ريشه الأملس سوى السواد- والشرور بأنواعها، بالخراب عموماً، تماماً كما ظلموا جارحاً من الجوارح “المسالمة”، طائر البوم الذي يرمز عند العرب إلى الموت والخراب والشؤم فيما يرمز في الغرب إلى الهدوء، إلى السكون والسكينة، إلى السلام، سلام لا يتحقق إلا بالحكمة التي صارت البومة رمزاً لها، وكان بالمناسبة من أحب “الرموز” التي كانت وزيرة الخارجية الأميركية الراحلة مادلين أولبرايت تزيّن فيها هندامها وأناقتها.

ظلمنا الغراب رمز الذكاء والستر، كما ظلمنا البومة رمز السلام والحكمة، لكن الحق، والحق يقال وتثبت حكمته ولو بعد حين، أن “غراب البين” فيما تبقى من العالم أحادي القطب قد صار بومة بلاده وكل من تورط بدعم مشيته!.

قالت العرب “غراب البين ضيّع المشيتين” كناية عن غراب خانه ذكاؤه وطمع في رشاقة عصفور طيّار! أراد أن يتنقّل “يتنط نط” من غصن إلى غصن، حتى أطاح به وزنه الثقيل ودمه الأثقل وحظه العاثر، ففقد القدرة على مشية الغربان بعد أن استعصت عليه مشية العصافير، ما نابه إلا الشين غراب البين! وحدث أن كان قبل بضع سنين في بلاد الأوكران، حدث أن كان كوميدياً وراقصاً وممثلاً تحتفظ نيتفليكس بأحد أعماله ويوتيوب بكثير من رقصاته، لم تسعفه ربطة العنق ولا “الكاكي” في تعلّم مشية الريّس ولا المارشال!.

يا شين غراب البين ضيع المشيتين سواء أن تورط بإرسال المسيرتين إلى الكرملين أم لم يثبت تورطه!!.

 

إقرأ أيضاً .. الأصول في معايدات أبناء الأصول ..

إقرأ أيضاَ ..  “شو” مؤامرة ما مؤامرة؟! ..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter

 

صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك