إضاءاتالعناوين الرئيسية

ورد الكلام- يوم المرأة… أحمد علي هلال

بمناسبة أو سواها هو شأن اللغة أن تحتفي بأنبل الكائنات، السؤال المتواتر في الأذهان هل تحتاج المرأة إلى يوم بذاته كي نحتفي بها على أهمية التذكير بما تكابده المرأة العربية، وبما تبدعه في شتى مجالاتها؟.

ليس من الصعوبة بمكان أن نحتفي بها كل دقيقة وهي من يتفسها عطر الأرض ويتنفسها الياسمين، وهي تودع ابنها الشهيد وتستقبل زوجها العائد من غبار المعارك، بل تلك التي ترابط هناك في أسوار القدس وتعجن الحلم بالدم والدمع والابتسامة.

ليست محض «نون النسوة» التي تذكر العالم بحضورها، وبعدها تنام الحكايات «كتراث جميل» في ردهات الذاكرة، لا بأس أن يذكرنا العالم بهنَّ سليلات أبجدية الحياة والخصب والعطاء والمقاومة بكل أشكالها، لكن الأنبل أن تكون المرأة هي المناسبة بذاتها، وهي تبني من القلوب وطناً ويظل التاريخ في إثرها لتتعدد صورها وتتعدد قياماتها لتكتمل وطناً من حرير اللغة وسندس القلب، لا مناسبة تستمطر المدائح لتغفو بعد حين في إثر مناسبة تالية، بل هو حديث الأبدية منذ وعى التاريخ ذاته وانبثقت حقائق بذاتها.

إذ ليس تبسيطاً للقول إنها أجمل الحقائق على الأرض وأنبلها في السماء، تلك صورتها مكنون بلاغة الأشياء وسرانيتها وجهرها، وخطا نبضها على أثير الأزل في الموروث والحداثة، في المعرفة البشرية الأولى التي جعلت منها حارسة الأبجديات كما الأساطير التي ظلت خالدة في المدونات الإنسانية، منذ رّبات الجمال إلى آخر حرف يقشّره ضوء الصباح، هنَّ الباقيات كي يمنحها الأزل تمام حضوره، فكيف لنا أن ننهض بعقد جمالي وأخلاقي ومعرفي مع المرأة حتى تلتفت لنا الحياة، لنحرس ظلالهنَّ المضيئة وعداً بجمال لا يتكرر.
.

*كاتب وناقد فلسطيني- سوريا

-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى