“ناشونال انتريست”: فيتنام وأوكرانيا صورتان متشابهتان في حروب أمريكا

أكدت ناشونال انتريست في مانشيت عريض أنه بين فيتنام وأوكرانيا قواسم مشتركة في آلية الدعم العسكري والحروب التي تغذيها أمريكا، وتسقط بنهايتها في مستنقع الخسارة.
وتابعت… يقول بول ر. بيلار: يصادف هذا الأسبوع مرور خمسين عاماً على سحب الولايات المتحدة آخر قواتها من فيتنام، إذ كانت نهاية الحرب الأمريكية الأكثر دموية، مقاسة بعدد الضحايا الأمريكيين، منذ الحرب العالمية الثانية.
فترة الانسحاب كانت مدتها ستون يوماً كما هو محدد في اتفاقية السلام التي تفاوض عليها هنري كيسنجر ولو دوك ثو، وتم التوقيع عليها في باريس في كانون الثاني 1973.
ناشونال انتريست: فيتنام وأوكرانيا.. اتفاقات إنهاء الحروب لا شعبية لها
وأضاف بول ر. بيلار: كنت على متن تلك الطائرة الأخيرة، بصفتي ملازماً بالجيش في الوحدة التي عالجت الأفراد القادمين من فيتنام أو خارجها، وكان عليّ إدارة مغادرة الجنود الآخرين الذين كانوا لا يزالون في فيتنام قبل أن أتمكن أنا وزملائي من حزم حقائبنا والتوجه إلى الولايات المتحدة، وقد أثارت هذه التجربة اهتماماً دائماً بإنهاء الحروب التي أصبحت موضوعاً لكتاب وأطروحة دكتوراه ومحوراً للكثير من التفكير في النزاعات اللاحقة.
كانت اتفاقية السلام لعام 1973، رغم ادعاء الكثيرين في أمريكا أنها عيباً، هي المسار الصحيح لأن الولايات المتحدة خسرت الحرب في أرض المعركة، وإن عدم الاتفاق سيعني استمرار تورط الولايات المتحدة في حرب خاسرة فالشعب والجيش الفيتنامي قررا إنهاء الاستعمار الأمريكي، وللأسف فبعض الاتفاقات التي تُنهي الحرب لا تحظى بشعبية بين الساسة الأمريكيين ولو كانت ضرورية.
تتوازى هذه الصورة اليوم مع الحرب في أوكرانيا، فرغم خسارة الولايات المتحدة التي تدير حرباً بالوكالة هناك، لا تذعن للسلام وتريد إطالة أمد الحرب، حيث يجادل البعض أن الولايات المتحدة يجب أن تتراجع عن دعمها للمجهود الحربي الأوكراني، ويدعو حكام البيت إلى زيادة تلك المساعدة، وتدور هذه الخلافات حول كيفية استمرار أمريكا في خوض هذه الحرب الخاسرة والتي بنظر الكثير من الأمريكيين يجب أن تنتهي، لأن الحجج تحمل نتائج كارثية حول الظروف في ساحة المعركة.
وعادة ما ينطوي الخطأ ذاته على فشل السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهي جزء من الخاتمة القبيحة في فيتنام، حيث كانت الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام داخل الولايات المتحدة مستمرة بزخم كبير لسنوات عدة بسبب خسارة أمريكا وخسارة الكثير من الجنود.
المصدر: ناشونال انتريست