“موديز” توجه ضربة للقطاع المصرفي الأمريكي
وجّهت وكالة التصنيف الائتماني العالمية “موديز” ضربة موجعة للقطاع المصرفي الأمريكي المتعثّر، وعدّلت من توقعاتها له من “مستقر” إلى “سلبي”.
وقالت وكالة “موديز” في بيان نقلته قناة CNBC التلفزيونية: “خفضنا توقعاتنا للنظام المصرفي الأمريكي من مستقر إلى سلبي لتعكس بيئة التشغيل المتدهورة بسرعة في أعقاب سحب الودائع الجماعي من بنك “سيليكون فالي” وبنك “سيلفرجيت” وبنك “سيغنتشر” وانهيار “سيليكون فالي” و”سيغنتشر”.
وأضافت وكالة التصنيف الائتمانية أنّها وضعت ستة بنوك أميركية أخرى قيد المراجعة لخفض تصنيفها، وهي “فيرست ريبابليك بنك”، “زيونس بانكورب”، “كوميركا إنك”، “ويسترن أليانز بانكورب”، “يو إم بي فاينانشيال كورب”، و”إنترست فاينانشيال كورب”.
وانهارت ثلاثة بنوك أمريكية في أقل من أسبوع، بأصول تبلغ قيمتها 333 مليار دولار.
ما أهمية البنوك المنهارة؟
1. “سيلفرجيت”
قُدّرت أصول بنك “سيلفرجيت” بـ11 مليار دولار، وينشط البنك في العمل مع بورصات العملات الرقمية ومشاريعها، وفي نهاية عام 2022 كان لدى البنك حوالي ألف عميل ممن ينشطون في قطاع العملات الرقمية، كما أصدر البنك قروضًا مضمونة بأصول رقمية.
وأثار انهيار “سيلفرجيت” تساؤلات من وزارة “العدل” الأمريكية حول مدى علاقة ما يحدث بإفلاس بورصة العملات المشفرة FTX.
2. “سيليكون فالي”
يُعدّ بنك “سيليكون فالي” أكبر مقرض للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة، وفي نهاية العام الماضي احتلّ البنك المركز السادس عشر في ترتيب البنوك من حيث قيمة الأصول في الولايات المتحدة بأصول بلغت 212 مليار دولار.
وقُدّرت قاعدة ودائع البنك بـ 324 مليار دولار، وفي 8 أذار/مارس الجاري زاد عملاء البنك من عمليات السحب للودائع بشكل حاد، وفي ظل ذلك اتخذ البنك إجراءات طارئة وأعلن عن إصدار إضافي للأسهم “لتقوية الميزانية العمومية”، لكن الخطوة جاءت بنتائج عكسية، إذ انهار سهم البنك بأكثر من 60%، وفي اليوم التالي أعلن المنظم المصرفي في كاليفورنيا إفلاس البنك ووضعه تحت الإدارة الخارجية.
وترتبط مشاكل “سيليكون فالي” أيضًا بالخسائر الناجمة عن انخفاض قيمة محفظة الأوراق المالية (استثمار البنك أموالًا في سندات انخفضت قيمتها مع ارتفاع أسعار الفائدة).
3. “سيغنتشر بنك”
ينشط “سيغنتشر بنك” في نفس المجال الذي عمل فيه “سيليكون فالي”، حيث استثمر في الأصول الرقمية أيضًا. وبلغت أصول البنك في نهاية العام الماضي نحو 110.36 مليار دولار، وبلغ حجم الودائع المستقطبة 88.59 مليار دولار.
وبحسب وكالة “بلومبرغ” فقد واجه البنك أيضًا صعوبات بسبب سحب عملاء لودائعهم، لكن وضعه كان مستقرًا حتى موعد الإفلاس.
في غضون ذلك، انخفضت القيمة السوقية للشركات المالية في جميع أنحاء العالم في يومين من التداول بمقدار 465 مليار دولار، وذلك بعد إفلاس البنك الأمريكي “سيليكون فالي”، وفقًا لوكالة “بلومبرغ”.
وبحسب الوكالة، فإنّ هذا هو مقدار الانخفاض للقيمة السوقية لجميع الشركات المدرجة في مؤشري MSCI World Financials وMSCI EM Financials.
وواصلت القيمة السوقية للمؤسسات المالية انخفاضها، اليوم الثلاثاء، حيث تراجع المؤشر MSCI Asia Pacific في الأسواق الآسيوية بنسبة 2.7% إلى أدنى مستوى له منذ 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.
وانخفض سهم مجموعة “ميتسوبيشي” في اليابان 8.3%، فيما هبط سهم “هنا فاينانشيال غروب” (Hana Financial) الكورية الجنوبية 4.7%، وكذلك تراجعت أسهم “ايه إن زد غروب هولدنغ” (ANZ) الأسترالية 2.8%.
وقبل ذلك ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية أنّ صناديق التقاعد حول العالم خسرت “ملايين الدولارات” نتيجة انهيار بنك “سيليكون فالي”.
وفقًا للمجلة فقد استثمرت صناديق مثل صندوق تقاعد الموظفين العموميين في كاليفورنيا وصندوق تقاعد المعلمين في ولاية كاليفورنيا وخدمة المعاشات التقاعدية الوطنية في كوريا الجنوبية وصندوق المعاشات السويدي في البنك المنهار.
صفحتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter