في الطريق إليكِ … حسام محمد غزيل

 في الطريق من منزلي إليكِ..
سقط الكثير مني..
سقط الكثير منهم..
اليوم، أمر بي، فأعرفك. أمر بهم فينكرهم الدرب وينكرني!
هزة الرأس سلام الغرباء وحشو أحلام تظلنا على هامش الصفحة، نرافق الكل، إلانا. ونعرف في العمق كم هجرنا وهُجرنا.
.
في الطريق إليكِ، أمر باسمي على الإسفلت مسحولا..
أمر بي منذورا للمواقف والأرصفة لأضواء السيارات، لأغانيها..
أغني كل أنغام الشرق بحثاً عن نغمي، وأبحث عن كل الغائبات في كتاب الشعر.. عن كلهن. كي لا أسأل صراحة عنك!
.
في الطريق مني إليكِ، بلاد وعباد غصت، وأرض يثور صمتها بالندى فيصحو الصبي ينادي أمه، يصحو ليرافق خطى أبيه.. هنا مرّ.. هنا قال.. هنا قام.. هنا كان.
في الطريق إليكِ،  أراجع تعاريف الوطن، وحكاية الأجداد، وأيام العرب، وكتب الحماسة والعقد الفريد.
أقف على باب المعري أطلب أن يعيد لي صوغ الرسالة.. وعلى باب سيف الدولة أمحص الوجوه.. أين “أبو الطيب المتنبي، أين أبو فراس الحمداني؟
وهنا على النهر اليتيم أبحث في شعر نزار عن دمشق وعنك، أبكي القدس والناصرة، وحلماً ناصريا يتيماً. وأحلم ما بعد وقفتي على أبواب الرحيل بأن أرضنا أرض الأنبياء استغنت عن وأد بناتها، وقتل أنبيائها، وأننا هنا سنصحو يوماً لنقول:
حي على خير الحياة.
.