اقتصاد

فرنسا.. نظام التقاعد يوقظ المخاوف!!  

حذر مراقبون من أن صورة فرنسا تضررت كمقصد للأعمال جراء العرقلة المحيطة بخطة إصلاح نظام التقاعد، التي أيقظت مخاوف سابقة حول بلد غير مستقر اقتصادياً، ما يطرح تساؤلاً حول قدرتها على البقاء قبلة للمستثمرين الأجانب، أم تتحول بنظرهم مجرد بؤرة انفجار اجتماعي.

الإضرابات تشل فرنسا..

تابع العالم بأسره صور إحراق حاويات النفايات في باريس ومشاهد الشغب والتكسير في العاصمة الفرنسية، ما أيقظ لدى أوساط الأعمال ذكريات أزمة “السترات الصفراء” والإضرابات التي شلت فرنسا في ذلك الحين.

في هذا الجانب قال “مارك ليرميت” الشريك في شركة الاستشارات “إرنست ويونج” (التي تنشر مقياساً أوروبياً سنوياً لجاذبية الدول في مجال استقطاب المشاريع الاستثمارية الدولية): “ما نسمعه من زبائننا ومن مختلف مجموعات صانعي القرار التي نشارك فيها، أن ليس هناك ذعر بل مخاوف”، وأوضح أن “هذه المخاوف تتركز بين قادة فروع الشركات في فرنسا الذين يسعون للفوز بصفقات داخل مجموعاتهم وينظرون إلى المسألة بكثير من الجدية” مشيراً إلى تساؤلات على المدى المتوسط حول قدرة الحكومة على مواصلة إصلاحاتها، مضيفاً أنه “من منظار بعيد، من نيويورك أو كنساس سيتي أو لندن، لا تظهر مشكلات فرنسا في الصدارة”.

الحكومة في فرنسا بطة عرجاء!

كذلك لم توفر الصحافة الاقتصادية (التي تشكل واجهة الجاذبية الفرنسية) الحكومة في انتقاداتها، حيث أكدت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أن الحكومة ربما أصبحت بطة عرجاء، ملمحة بذلك إلى أنه قد تكون عاجزة عن الاستمرار في ممارسة الحكم، فيما دعت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إلى بدء جمهورية سادسة أقل سلطوية، فيما أعربت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني بدورها عن مخاوف من أن يؤدي لجوء الحكومة إلى آلية موضع جدل قضت باستخدام البند 49-3 من الدستور لتمرير إصلاح نظام التقاعد، إلى تعقيد إقرار أي إصلاحات بنيوية في المستقبل، وهي إصلاحات أشادت بها الحكومة باعتبارها أساسية لاستقبال الشركات الأجنبية مثل إصلاح النظام الضريبي وإصلاح سوق العمل.

كيف هو الوضع في باريس؟

في هذا الصدد لاحظت المحامية المتخصصة في عمليات الانصهار والاستحواذ الدولية والمشاركة في مكتب “إف تي بي آ” للمحاماة “ناتالي يونان” زيادة في اهتمام المستثمرين الأجانب بفرنسا في الأشهر الأخيرة، وقالت في تصريحات: “في مستهل كل اجتماع، السؤال الأول الذي يطرح هو: كيف هو الوضع في باريس؟”.

وتابعت يونان: “بالنسبة لبعض المستثمرين، هذه أول مرة يضعون أقدامهم في فرنسا، وبالتالي يشعرون بمزيد من القلق ويتساءلون إن كان هذا التوقيت المناسب للقيام بخطوتهم الأولى في البلد.. بالنسبة لمستثمرين آخرين لديهم أعمال في فرنسا ويريدون التوسع، فهم ينظرون أحياناً إلى فرنسا بطرافة أو سخرية.. الحماسة التي واكبت ولاية إيمانويل ماكرون الأولى تبددت منذ وقت طويل.. في البداية لم يكن هناك سوى إطراء وابتسامات حيال رئيس سيهتم بالاقتصاد والمالية، وحين لاحظ الناس الصعوبات، باتوا أكثر واقعية حيال قدرة فرنسا على إصلاح نفسها.. وأحياناً تتخذ المخاوف منحى سياسياً، في وقت يحقق اليمين المتطرف الفرنسي تقدماً متزايداً على مر الانتخابات”.

التظاهرات ليست مريحة..

وحققت فرنسا حتى الآن نتائج متينة على صعيد الاستثمارات الأجنبية، وتصنفها شركة “إرنست ويونج” منذ ثلاثة أعوام في طليعة قبلات الأعمال في أوروبا من حيث عدد المشاريع، على أن تصدر تصنيفها المقبل في منتصف مايو/أيار.

وذكر وزير التجارة الخارجية “أوليفييه بيشت” رداً على أسئلة صحافيين أن “التظاهرات ليست مريحة، لكنني لا أتلقى اليوم اتصالات من شركات تسألني عما يجري في فرنسا” مضيفاً: “المستثمرون اعتادوا على أن يظهر الفرنسيون أحياناً هذا النوع من التعبير العنيف بعض الشيء في الشارع، هذا من ضمن تاريخنا.. لا يحكمون علينا على ضوء الظروف لبضعة أسابيع أو بضعة أشهر.. حين نستثمر في بلد، يكون الاستثمار لخمسة أعوام أو عشرة أعوام أو 20 عاماً”، موضحاً أن المخاوف تتركز بالأحرى حول سعر الطاقة وإمكانية الحصول على اليد العاملة.

المصدر: الاقتصادية

صفحتنا على فيس بوك  قناة التيليغرام  تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى