عندما تقع داعش .. في حب إسرائيل !!
بقلم د. رفعت سيد أحمد …
|| Midline-news || – الوسط ..
* ها هى الحقائق تتكشف؛ إسرائيل كانت حاضرة فى كل مشهد المعارضات العربية التى ظهرت بعد 2011 خاصة المعارضات الدينية، وفى المشرق العربى تحديداً ؛ ها هى الوثائق تخرج، والحقائق تنجلى، لتقول أن تلك “المعارضات” التى أدمت الأوطان واستنزفت الجيوش، وشردت الملايين باسم الثورة، والدين لم تكن سوى أداة – وأداة فى الفعل رخيصة – فى أيدى المخابرات الغربية، والإسرائيلية، وأنها أدت ولاتزال دوراً رئيسياً فى خدمة أهدافها فى المنطقة تفكيكاً للوطن وإعلاء لروح الطائفية والمذهبية المقيتة لتصبح دول المنطقة مجرد ولايات دينية تعيش وسطها ” الولاية الإسرائيلية اليهودية ” فى اتساق وأمانا !.
* لكن هل كان هناك بالفعل تواصل وعلاقات بين داعش وأخواتها من قوى المعارضة الدينية بل و(السياسة) والكيان الصهيونى ؟ .
* تقول الحقائق، فى أحدث أخبارها ووثائقها الآتى :
أولاً : أكدت المعلومات والوثائق المتوفرة منذ العام 2011 وحتى 2016 أن عدة مئات من الجرحى لجماعة داعش والنصرة فى سوريا يعالجون فى مستشفيات إسرائيل وهناك زيارات موثقة لقادة الكيان الصهيونى لهؤلاء الجرحى والترحيب بهم .
ثانياً : أكدت المعارضة التركية أن أردوجان وحكومته أمدت داعش وأخواتها بأسلحة إسرائيلية من طريق قاعدة أنجرليك الأمريكية وعبر مراكز التدريب للمسلحين فى منطقة أضنة التركية على الحدود مع سوريا (حوالى 300 ألف مسلح عرى وأجنبى دخلوا سوريا وتدربوا بأسلحة إسرائيلية وأمريكية) ثم لاحقاً ربطت تركيا بين مخابرات داعش وعملاء موساد وتجار سلاح إسرائيليين مباشرة، وكانت أحدث إطلالة لأحد قادة جيش الإسلام (إحدى جماعات المعارضة الدينية المسلحة فى سوريا) عبر الإعلام الإسرائيلى واسمه (إسلام علوش) وهو المتحدث الرسمى لجيش الإسلام وكان لقاء عبر الصحفية الإسرائيلية اليزابيث تسوركوب، وأعلن فيه تعاطفه ومحبته وقادة تنظيمه لإسرائيل وأن العداء فقط لنظام بشار وأنه قد وافق فى اللقاء على عقد “اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل، تحسمها مؤسسات الدولة التى ستقام بعد أن تنتصر الثورة “. فأى ثورة تلك.. وأى إسلام هذا يعبر على جثة الوطن بأيدى وبأسلحة إسرائيلية ؟! .
***
ثالثاً : فى العام 2014 زار القيادى فى “الائتلاف الوطنى السوري المعارض !!” كمال اللبوانى مقر الكنيست، وأدلى بتصريحات حب وعشق لإسرائيل، وصفقت له أجهزة إعلام وسياسة خليجية وغربية باعتباره معارضاً مستنيراً حضارياً على النقيض من النظام الذى يحاربه نظام بشار الذى يرفض الصلح مع إسرائيل حتى اليوم على حد زعمه !! .
وبعد زيارة اللبواني، أكد معلق الشؤون العسكرية فى القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن ديفيد، أن علاقات “إسرائيل” مع التنظيمات المعارضة فى سوريا “تتطور يوماً بعد يوم”، “ليس فقط التنظيمات الليبرالية، بل المتطرفة أيضاً”، بما يشمل “جبهة النصرة التى سلمتنا فى تلك الفترة أسيراً أميركياً كان موجودا فى قبضتها”.
وتباهى اللبواني – وفقاً لما ذكرته جريدة السفير اللبنانية – بزيارته إسرائيل أربع مرات، وأبدى مرونة حول إقامة اتفاق سلام دائم مع تل أبيب، وعرض على حكومة الاحتلال “التنازل عن الجولان” ورأى فى إسرائيل “الأمل الأخير” ، ودعا جيش الاحتلال “إلى التدخل العسكرى المباشر” فى سوريا !!.
***
رابعاً : أرسل الرئيس السابق لـ ” الائتلاف السورى المعارض” أحمد الجربا، عدة رسائل عبر تيار “الغد السورى” إلى من أسماهم بالشعب الإسرائيلى مفادها أن تياره ” راغب فى حوار علني أو سري ” مع إسرائيل، وفقاً لصحيفة “معاريف ” !! .
أما “المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات السورية ” المدعو رياض حجاب فقد التقى فى إحدى قاعات ميونيخ أمام وزير الدفاع الصهيونى موشيه يعلون الذى تعهد بدوره بعد أن استمع المحاضرة حجاب عن المعارضة السورية؛ باستمرار تقديم مختلف أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية فى سوريا بما فيه العسكرى والطبى!!.
وعلى المنوال ذاته شارك وبفاعلية المتحدث باسم “مكتب العلاقات الخارجية للجبهة الجنوبية ” التابعة لـ”الجيش السورى الحر” واسمه عصام زيتون فى مؤتمر المخابرات والسياسة الإسرائيلى الأشهر “هرتسيليا للأمن القومى الإسرائيلى ” لعدة أعوام متتالية بما فيه عام 2016.
***
خامساً : قام كل من بسمة القضمانى عضو ما يسمى بالمجلس الوطنى السوري المعارض، وصدر الدين البيانونى قائد جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا، وعدنان محمد القيادي بالهيئة السياسية العليا للتجمع الثورى لسوريا المستقبل والمعارض فريد القادرى وقيادات الجيش السورى الحر والنصرة وداعش باللقاءات مع الإعلام الإسرائيلى (خاصة القناة الثانية) وبالزيارة لتل أبيب خلال الفترة من 2011-2016 واصفين إسرائيل بأنها دولة صديقة للثورة السورية !! فأية ثورة تلك تدعمها دولة عدوان وإرهاب واسمها إسرائيل ؟! .
***
سادساً: ما يسرى على داعش وتنظيمات المعارضة السورية يسرى على تنظيمات المعارضة الدينية فى مصر والعراق وليبيا وغالب الدول العربية بعد 2011 وما اكتشف من وثائق وأدلة دامغة على علاقاتهم بإسرائيل تحتاج إلى مجلدات وليس إلى مقالات؛ إن نوعية الأسلحة المضبوطة مع (داعش ولاية سيناء) على سبيل المثال فى التفجيرات التى تمت منذ 2012 وحتى اليوم 2016 أغلبها (صناعة إسرائيلية) بل إن القنابل التى استخدمت فى انفجار مديريتى أمن المنصورة والقاهرة كانت صناعة إسرائيلية، طبعاً ربما جاءت عن طريق طرف ثالث أو عبر التهريب، ولكنها إسرائيلية!! ، والمستفيد النهائى من استخدامها فى تقديرنا هم أعداء هذا الوطن، وتل أبيب من بين هؤلاء الأعداء مهما تحدث المطبعون من إعلاميين ورجال أعمال هذا الزمان البائس !! .
سابعاً : تؤكد الحقائق السابقة ما ذكره قبل أيام الباحث فى مركز “بيجين السادات” الإسرائيلى مردخاي كيدار الذى تحدث، فى ندوة حول موقف إسرائيل من (جبهة النصرة) و(داعش) المنبثقتين عن تنظيم (القاعدة) فى سوريا وكذلك انطلاق نشاطها فى مصر ثم تجذرها فى العراق، إن “أهداف تنظيم القاعدة بكل أجنحته تتطابق مع مصالحنا وأهدافنا، ورؤية النصرة وباقى تنظيمات (القاعدة) التى تتلخص فى تقويض الجيش السورى والدولة السورية وتقسيمها إلى أربع دول، تؤدى إلى تحقيق مصالح استراتيجية عليا ” وأن ما يجرى فى سيناء وفى العراق من إشغال واستنزاف للدولة هناك، يخدم استراتيجياً مصالح إسرائيل”.
* تلك هى الحقيقة وهذه هى جوهر رسالة تلك (المعارضات) الدينية والسياسية المسلحة اليوم فى منطقتنا .. إنها ليست واقعة فحسب فى حب إسرائيل لكنها من شدة الحب، والهوى أضحت تابعة كلية لها، وأداة فى يدها تفعل بها … وبنا ما تشاء !! .