سورية في العام 2021 .. استحقاق وانعطافة تاريخية
طارق عجيب – رئيس التحرير .. || ..
توقف كثيرون عند ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في لقائه مع عدد من الصحفيين والمحللين السياسيين مؤخراً ، أنه باقٍ حتى نهاية ولايته علم 2021 ، ومن الطبيعي أن تختلف أسباب التوقف على اختلاف المتلقين ، فمنهم من يطالب برحيله قبل ذاك التاريخ ، ومنهم من يريده أن يبقى إلى ما بعده بسنوات طوال ، ومنهم من يرى أن هذا التاريخ لا بد أن يشكل علامة فارقة في تاريخ سورية الحديث ، من منطلق أن سوريا في ذلك التوقيت من المفترض أنها ستكون خرجت من أزمتها ، واستعادت عافيتها كدولة ، ولا بد حينها أن تترجم سنوات ” الطبخ ” التي مرت بها بقراراتٍ ناضجة تُسهم في انتقالها إلى مستقبل أفضل ، وتُظهر مدى العبرة التي استفادت منها الدولة السورية بعد ما مرت به من أزمة تعد الأكبر بعد الحرب العالمية الثانية بشهادة كل ساسة العالم .
ما يجري الأن على الأرض السورية لم تكن أسبابه ولن تكون نتائجه محصورة بجغرافية الدولة السورية ، ولا حتى بمحيطها الجغرافي ، من الواضح تماماً أن ما يجري على الارض السورية سينتج مجتمعاً دولياً جديداً ، لم تحدد بعد معالمه ، ولا نقاط قوته وضعفه ، ولا ” بيض ” القبان فيه وأقطابه التي تفرض توازناً معيناً ، ولم تثبت بعد الخطوط التي تحاول أن ترسم خرائط جديدة لدول قديمة وجديدة ، كل ذلك ينتظر انتهاء الأزمة في المنطقة والتي نواتها الملتهبة ونقطة تمركزها سورية .
بعد وصول الأطراف والأقطاب المتصارعة إلى القناعة التي تقودهم إلى الجلوس على طاولة حوار سياسي يفضي إلى اتفاقات جديدة تثبت خطوط توزيع النفوذ والثروات والمكاسب بشكل يفرض استقراراً عالمياً لفترة قادمة لا أحد يعرف مدتها ، حينها لابد أن تكون سورية جزءاً مهماً من هذا الاتفاق ، وحينها يجب السؤال إلى أين تتجه سوريا قبل عام 2021 وبعده .
لكن لحساسية هذا التاريخ بالنسبة للسوريين على اختلاف توجهاتهم وتطلعاتهم لابد من لفت النظر إلى أنه يجب العمل عليه ليكون انعطافة تاريخية في الحياة السياسية ، ويجب أن يكون هناك حرصاً كبيراً من السوريين وقياداتهم بمختلف مشاربهم على تهيئة الظروف المناسبة لتكون هناك فرصة صادقة وحقيقية للتعبير بنزاهة وشفافية وحرية كاملة عن رأيهم وقرارهم في مستقبل بلدهم سورية ، من خلال عملية وأليات ديمقراطية تجعل من انتهاء ولاية الرئيس الاسد عام 2021 واختيار رئيس لولاية رئاسية جديدة هي مناسبة لإظهار النتائج الإيجابية المرجوة من معاناة السوريين خلال هذه الفترة ، ومن سعيهم الدؤوب خلال السنوات المقبلة حتى عام 2021 للانتقال إلى حالٍ أفضل . حينها لا يمكن أن يشكل هذا التاريخ تخوفاً أو تهديداً أو وعيداً لأي جهة أو شخص أو جماعة , بل يجب أن يشكل تاريح استحقاقٍ دستوري يُقبل عليه السوريون بحرية وديمقراطية وصدق .