إضاءاتالعناوين الرئيسية
سر الروح وطين الجسد … طلال حمزة الشريف
الشاعر الحر هو بالضرورة مثقف حر والمثقف الحر هو بالضرورة كائنٌ حر.
والكائن الحر يعرف جيداً أن لا شيء يعدل الحرية.. ويعرف أيضاً أن الحرية لا تعنى الفوضى ولا يمكن لها أن تزيل الفساد بالفساد.
.
.
يعرف هذا وأكثر…
نعم، يعرف أن الحرية دائماً وأبداً منسجمة مع الطبيعة وتكره الكيمياء! وأن الحرية منحازةٌ دائماً للفضيلة متفقةٌ إلى حد بعيد مع القوانين والأعراف التي تؤمن بها الأكثرية، أو لنقل مع الفطرة السوية.
ومتى ما شعر هذا الكائن بفساد الفطرة وانحراف القوانين والأعراف راح يبحث عن البدائل في داخله. فإن كان شاعراً راح يفتش في الأنقاض.. أنقاض كل شيء. مستعرضاً أفراحه وجراحه! لأنه يعلم أن الحرية جاء بها أسلافه من البعيد..
الحرية: كلمة جاء بها الإنسان الأول من البعيد.. من هناك… من أعماق جرحه وآفاق فرحه!
أجل جاء بها من فرحه وجرحه..نظر إليها.. تأملها طويلاً، ثم استخلصها كالشعر؛ بأعجوبة من ذلك الخليط سر الروح وطين الجسد ..
.
الشاعر الحر إذاً يعي جيداً ما يريد. والأدب أيها القراء الأعزاء، يحمل في جوهره معنى أخلاقياً لا يقل عن المعنى الإبداعي بحال. فأنت تستكثر خروج الجمال من القبح وتشمئز منه وتستهجن انبثاق البياض الناصع من السواد القاتم
الشاعر الحر إذاً يعي جيداً ما يريد. والأدب أيها القراء الأعزاء، يحمل في جوهره معنى أخلاقياً لا يقل عن المعنى الإبداعي بحال. فأنت تستكثر خروج الجمال من القبح وتشمئز منه وتستهجن انبثاق البياض الناصع من السواد القاتم
فكيف بشاعر!
مخطئ من يظن أن العبودية هي لون يكسو الجسد.. هذا محض هراء. العبودية أغلال تكبل الإرادة وتقهر الروح قبل الجسد، لذا كل ما أتمناه من الشاعر العربي حيث كان، شعراً خالصاً بعيداً عن الفحش والرذيلة.
شعرٌ يعيد للروح نقاء جوهرها وينفض ما علق بها من غبار الذل والهوان.. شعرٌ كُتِبَ ليبقى طويلاً لا ليزول فور هدوء العاصفة.
.
أقول في مقتطف لي:
.
أقول في مقتطف لي:
“كانوا العرب شعر وقصايد وأبيات
كانوا نخوه وكرامه ومرجله وفرعات..
الحين يا حسافة صاروا:
عرب سات”.