خلود الجابري : الفن يهذب المشاعر ويعالج القضايا الإنسانية
الحركة التشكيلية في الإمارات ارتقت إلى مصاف الإبداع

بدأت الفنانة التشكيلية الإماراتية خلود الجابري مسيرتها الفنية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وتُعدّ إحدى رائدات الحركة التشكيلية في الإمارات.. فمنذ تخرجها عام 1985 لم تتوقف عن ممارسة الفن التشكيلي.. إذ أنهت دراستها الجامعية والتحقت بالعمل في “المجمع الثقافي” في أبوظبي. وتولت العمل كمسؤولة عن تنظيم المعارض الفنية فيه (منذ عام 1988 ولغاية عام 1993)، وقد عاصرتُ نشاطها الفعّال خلال تلك الفترة التي كانت خلالها الجابري تشرف على معارض الفنانين سواء من مواطنيها الإماراتيين، أو من بلدان الخليج والعالم العربي، أو لمستشرقين.. كما كانت تشرف على معارض المخطوطات، وترافق زيارات واستضافة المستشرقين الأجانب. فضلاً عن إشرافها على “المرسم الحر”، ودوراته التي استقطبت الكثير من أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها. قبل أن تنتقل إلى “وزارة الثقافة وتنمية المعرفة”.

“مدارس فنية”
اتصف فن خلود الجابري في كل مرحلة من مسيرتها الفنية بطابع يختلف عما سبقه، بحيث أتقنت كافة المدارس الفنية، وإن تركت بصمة خاصة بها. فقدمت تقنيات وخامات مختلفة، رغم تفضيلها ألوان الحبر الشائعة الاستخدام في شرق آسيا، كونها -كما تقول- تذكّرها بشفافية الإنسان وصدقه وتمنحنها حرية في الاشتغال الفني رغم صعوبتها كتقنية تحتاج إلى مهارات كثيرة.
وعن الأفكار اللونية التي تقدمها خلود الجابري، قالت للوسط:
“استمد أفكاري من طفولتي ومن القصص والكتب التي قرأتها، ومن الخيال والأحلام، ومن المشاهدات اليومية والتجارب الشخصية التي مررت بها.. كما اعتنيت كثيراً برسم المرأة الإماراتية، ومعظم ما يتصل بتفاصيل التراث سواء تراثيات تخص وطني الإمارات، أو يخص المرأة، كما في مجموعتي عن “البراقع” التي قدمت عبرها مجموعة من الأفكار”.

“دور الفن”
وحول سؤالنا عن دورها في رفد الحركة التشكيلية في بلدها، ودور الفن في حياة الشعوب، قالت خلود الجابري:
“استطاع الفن عبر مئات السنين؛ تشكيل وعي الإنسان وتثقيفه وتهذيب المشاعر ومعالجة القضايا الإنسانية، وصولاً إلى محاربته للإرهاب بكل أنواعه، لأن الفن لغة عالمية، ومن خلال إقامة ملتقيات عالمية للفن والإبداع، يمكن العمل على بناء ثقافة فنية قادرة على الارتقاء بالشعوب العربية؛ التي مع ضرورة حفاظها ودفاعها عن تراثها، أن تقوم بدورها الحضاري في بناء الحاضر ورصد آفاق المستقبل”.
تسترسل قائلة: “من جهتي حاولت طيلة عقود أن أكون مخلصة للفن ولمجتمعي من خلال تكريس وقتي وعلمي وجهدي لتعليم الفن والإشراف على كل ما يتصل به من فعاليات”.
.

“المستقبل للإبداع”
تضيف الفنانة خلود الجابري:
“للفنان دور مهم في بناء ثقافة الإنسان.. فشعب بلا مبدعين هو شعب بلا مستقبل، وغير قادر على تحقيق الإنجازات. لذا نجد أن قيادتنا الحكيمة في الإمارات، تواصل افتتاح العديد من المراكز الثقافية التي تهتم بثقافة الطفل، وإعطائه فرصة لكسب المهارات. كما تقدم الدعم الكامل لفناني الدولة ولمن يرغب من فناني العالم في عرض تجربته الفنية- الإنسانية، عبر معارض محلية ودولية؛ أو عبر تقديمها في مؤسسات الدولة الثقافية، لأن المستقبل للإبداع والمبدعين.. وأفخر بأنني من ضمن من قدموا العديد من المعارض الفنية التوعوية الثقافية، ولا زال في جعبتي الكثير”.
.

“إنجازات جديدة”
لدى خلود الجابري؛ العضو في العديد من المنظمات الثقافية والفنية في الإمارت وخارجها، الكثير من المهام والأمنيات، تقول عنهما:
“أشغل حالياً منصب نائب رئيس “جمعية الإمارات للفنون التشكيلية”، وهي مسؤولية تُلزمني بمتابعة العديد من الفعاليات وأنشطة الزملاء، ورصد تطور الحركة الفنية التشكيلية التي ارتقت إلى مصاف الإبداع، وما زلنا نأمل بتحقيق المزيد من الإنجازات الجديدة لهذه الحركة. فيما أتمنى على الصعيد الشخصي أن أتفرد بمرسم أكبر يتيح لي المزيد من الابتكارات والفنون الجميلة التي أخوض في مجالاتها”.
.
روعة يونس
-لمتابعتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/alwasatmidlinenews