العناوين الرئيسيةالوسط الثقافي

“حب الرمان” معرض يصور جنة الخلود في مصر القديمة

تجربة فنية تستند إلى العودة للجذور كركيزة أساسية يقدمها الفنان علاء أبو الحمد الذي استحضر تراث وتاريخ مصر القديمة بمفرداته المتميزة وقدمها بتصور معاصر يبدو كامتداد لها ولكن بريشة فنان يعيش في القرن الـ21، فعلى مدار سنوات ومعارض عدة كان التراث المصري حاضراً بقوة بتيمات مختلفة جعلت أعماله تلقى استحسان الجمهور العام قبل النقاد لأنها مثلتهم ووجدوا أنفسهم فيها.

وفي معرضه الأخير المقام حالياً بغاليري موشن تحت اسم “إنهيمن” حب الرمان يقدم تجربة فنية متكاملة في 18 لوحة تصور النعيم في حدائق الخلود المستوحاة من حضارة مصر القديمة.

تعتمد اللوحات تكوينات متوازنة لشخصيات نسائية في تفاعل مع ثمرة الرمان بتنويعات مختلفة وتركيبات لونية تتوافق مع الطابع العام المستوحى من التراث المصري القديم.

يقول علاء أبو الحمد، المدرس بكلية الفنون الجميلة لـ”اندبندنت عربية”، “عشت طفولتي في محافظة قنا بصعيد مصر، فأنا من أبناء الجنوب حيث التراث المصري لا يزال حاضراً بكل عاداته وتقاليده، ثم أمضيت فترة دراستي الجامعية في الأقصر، ما أتاح لي الفرصة للوجود بين الآثار المصرية والاحتكاك بالفنانين والأثريين فأصبحت أكثر شغفاً بكل ما يتعلق بالحضارة المصرية القديمة، واستندت في مشروعي الفني إلى الفلسفة التي اعتمد عليها المصري القديم مثل احترام الطبيعة، وتقدير الأنثى، والبحث عن الجمال”.

يضيف، “إلى جانب ذلك تأثرت بوالدي، معلمي الأول، إذ كان يرسم الطقوس الشعبية التي تتعلق بعودة الحجاج من رحلتهم على الجدران.

وهي بالمناسبة على الرغم من اختلاف السياق والمفردات فإنها تعد امتداداً لفلسفة المصري القديم في فكرة تسجيل الأحداث على جداريات والإعلان عن حدث ما وتوثيقه بشكل مفصل عن طريق الرسوم”.

المرأة حاضرة بقوة

حضور طاغ للمرأة في أعمال الفنان باعتبارها مصدراً للحياة في حضارة مصر القديمة مع تقدير كبير للنماذج الملهمة التي مثلت علامات فارقة في التراث الإنساني، وليس فقط المصري مثل إيزيس التي أفرد لها الفنان معرضاً سابقاً حمل اسمها وجاء تحت عنوان (إي– ست) وعنها يقول “كانت المرأة عند المصري القديم محور الحياة والكون حتى إن كثيراً من المعبودات المرتبطة بالحياة، التي لها تأثير كبير إناث، بينهن حتحور وإيزيس ونفتيس، كما أن نظيرتها المعاصرة  امتداد لإيزيس ولكل الرموز الأنثوية الشهيرة في الحضارة المصرية”.

إنهيمن… حب الرمان

ثمرة الرمان “إنهيمن”، التي حمل المعرض الحالي اسمها مثلت مفردة أساسية في التراث الشعبي المصري تمتد جذورها إلى الحضارة القديمة ودائماً ما كانت رمزاً للخير والرخاء.

عنها وعن تيمة المعرض الأخير يشير الفنان “المعرض مستلهم من الخروج إلى النهار المرتبط بـ(كتاب الموتى) في مصر القديمة، ويرتكز تحديداً على تقديم تصور لحدائق اليارو التي يصل إليها الصالحون بعد المحاكمة والحساب ليستمتعوا بالنعيم، و(إنهيمن) أو الرمان هو من الفواكه المقدسة في مصر، ووجدت بعض ثمارها في مقبرة توت عنخ آمون، وثمرة الرمان هي دائماً وحتى في ثقافات لاحقة رمز للخير والرخاء والسعادة، فهي من مظاهر النعيم في ثقافات مختلفة بينها الثقافة الإغريقية والإسلامية كما أنه أصبح مفردة شعبية في التراث المصري الشعبي على مدار عصور طويلة”.

يضيف “يقدم المعرض 18 لوحة ترتكز على علاقة الأنثى بالرمان في تكوينات تشكيلية معاصرة تستوحي من فلسفة الحضارة المصرية القديمة وتقدمها بتصور جديد متأثر بالمفردات الأساسية والرموز الشهيرة التي تمثلها”.

مشروعات فنية من الجذور

استلهام مشروعات فنية من التراث المصري بتفرد عناصره وثرائها دائماً ما كان مسؤولية على عائق كثير من الفنانين لإبقائه حاضراً على الساحة الفنية وتقديمه برؤى وفلسفات جديدة تستلهم من مضمونه وتقدمها بروح جديدة وشكل معاصر.

 يقول أبو الحمد “الفن لا بد أن يستوحي من ثقافته لأنه سيكون أقرب إلى الناس، والفنان دائماً انعكاس لبيئته وحياته والطابع الاجتماعي المحيط به، بالتالي يكون أقدر الناس على التعبير عنه، وبشكل عام يرتكز مشروعي الفني على استلهام فلسفة المصري القديم والاستناد إلى التراث الذي لا بد أن نعمل على بقائه حياً باعتباره جزءاً من تكويننا، ومن هنا أحرص على أن تكون أسماء معارضي من اللغة المصرية القديمة فحتى لو كانت هذه اللغة غير مستخدمة حالياً فإنها جزء من ثقافتنا وتاريخنا يجب أن نفتح له آفاقاً لها مكان في حياتنا المعاصرة”.

يضيف “من الملاحظ في الفترة الأخيرة التفاعل الكبير بين عموم الناس في مصر وكل ما يتعلق بالحضارة المصرية على جميع مستويات الفنون وهذا دليل على احتياج الناس لمن يعبر عنهم وعن تراثهم وعلى أهمية قيام الفنانين في كل المجالات بهذا الدور”.

المصدر: انديبندنت عربية

للمزيد من الأخبار تابعوا صفحتنا على الفيسبوك  –تلغرام –تويتر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك