اقتصادالعناوين الرئيسية

بريطانيا تشهد أسوأ موجة من الإضرابات العمالية منذ الثمانينيات

 

بريطانيا تشهد أسوأ موجة من الإضرابات العمالية منذ الثمانينيات احتجاجا على مستويات الأجور التي يطالبون بزيادتها في ظل موجة التضخم المرتفع وتراجع القدرة الشرائية في البلاد.

وطالبت النقابات العمالية عشرات الآلاف من أعضائها العاملين في السكك الحديدية للامتناع عن العمل يومي الخميس والسبت، في موجة إضراب هي الأقوى التي يشهدها القطاع منذ ثلاثين عاما والتي بدأت نهاية يونيو/ حزيران، بحسب تقرير لوكالة “فرانس برس”.

وذكرت شركة “نيتورك رايل” الحكومية، والمسؤولة عن تشغيل شبكة السكك الحديدية، أنها ستسيّر قطارا واحدا من أصل خمسة خلال فترة العطلة المدرسية، وطالبت المواطنين بالتنقل “عند الضرورة القصوى فقط”.

من جانبه، حذر الأمين العام النقابة الوطنية لعمال السكك الحديدية والبحرية والنقل، مايك لينش، ، من أن حركة عمال السكك الحديدية الاحتجاجية التي تعد الأكبر منذ عام 1989 “قد تتواصل إلى ما لا نهاية”.

وسيكون مجمل شبكة النقل في لندن شبه مشلول، اليوم الجمعة، وستظلّ مضطربة جداً خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا سيما بعد أن عطّل حريق كبير في أحد جسور سكك الحديد في لندن، أمس، حركة النقل عبر المترو في لندن.

وأضاف أن “العمال البريطانيين (يتقاضون) أساسا أجورا منخفضة”، معتبرا أن حركة الإضراب “لن تنكسر” إنما على العكس قد تتوسع لتشمل “كل قطاعات الاقتصاد”.

بريطانيا تشهد موجة من الإضرابات العمالية في أزمة هي الأسوأ منذ الثمانينيات

إلى جانب ذلك، وبحلول يوم الأحد، سيبدأ عمال شحن وتفريغ السفن في ميناء فيليكستو (شرق إنجلترا) الذي يعد أكبر مرفأ شحن في البلاد، إضرابا لمدة ثمانية أيام ما يهدد بوقف جزء كبير من حركة نقل البضائع في البلاد. كما يخطط العاملون في مستودعات “أمازون” والمحامون الجنائيون وعمال النظافة للإضراب.

ويطالب العمال في بريطانيا بزيادة الأجور بما يتماشى مع التضخم الذي بلغ 10.1% في الشهر الماضي، مسجلا أعلى مستوياته منذ عقود، ومن المتوقع أن يتجاوز 13% بحلول الخريف.

ووفقا للتقرير: “ينفذ أكثر من 115 ألفا من عمال البريد البريطانيين إضرابا لأربعة أيام بين نهاية أغسطس/آب ومطلع سبتمبر/أيلول، تلبية لدعوة نقابة ’سي دبليو يو’، فيما يواصل 40 ألف عامل في الشركة المشغّلة للاتصالات ’بي تي’ إضرابهم الأول منذ 35 عاما”.

ومن المرتقب أن تنَظَّم إضرابات في مستودعات مجموعة “أمازون” العملاقة للتجارة الإلكترونية، وفي صفوف المحامين الجنائيين وعمال جمع القمامة.

وأكّدت نقابة أرباب العمل “سي بي إي” في بيان، أنّ “أرباب العمل يقومون بكلّ ما في وسعهم لمساعدة موظفيهم في تجاوز هذه الفترة”، لكنّها أضافت أنّ “غالبية كبيرة لا يمكن أن تسمح لنفسها بزيادة الأجور إلى حدّ يكفي لمواكبة التضخم”.

وتمّ تفادي إضرابات مؤخراً في اللحظة الأخيرة، بعدما حصل العمّال على عروض أجور اعتُبرت مرضية، فتخلى عمال شركة التزود بالوقود في مطار “هيثرو”، الذين هدّدوا بعرقلة حركة الملاحة، عن الإضراب، كما وافق عمال شركة الخطوط الجوية البريطانية “بريتيش إيرويز” الذين كانوا يطالبون باستعادة نسبة 10% تمّ خصمها من رواتبهم خلال فترة الجائحة، على زيادة أجورهم بنسبة 13% ورفعوا الإضراب.

وتوجّه المنظمات انتقادات إلى وزير النقل غرانت شابس، الذي رفض المشاركة مباشرة في المحادثات، وتتّهمه “بعدم منح مهلة كافية للشركات من أجل التفاوض”.

كما أثار قرار الحكومة تغيير القانون من أجل السماح باللجوء إلى عمال لفترة مؤقتة لاستبدال المضربين، غضب النقابات، وكانت سلسلة متاجر “هارودز” الشهيرة “أوّل شركة تهدّد موظفيها” باستخدام هذا القانون.

وقد تتواصل الإضرابات إلى ما بعد الصيف، ومن الممكن أن تتوسع لتضمّ المدرسين وعمال قطاع الصحة الذين رفضوا عرضاً لزيادة الأجور بنسبة 4%.

التضخم يسجل أرقاماً قياسية
أظهرت بيانات رسمية، أمس الأربعاء، أن التضخم في بريطانيا ارتفع إلى أعلى مستوى له في 40 عاماً، في تموز/يوليو الماضي، بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما زاد من أزمة تكلفة المعيشة، إذ تواجه البلاد احتمالية حدوث ركود.

وبحسب “فرانس برس”، قال مكتب الإحصاءات الوطنية إنّ التضخم ارتفع إلى 10.1% في الشهر الماضي، مقارنةً بـ 9.4% في حزيران/يونيو، فيما يواصل التضخم تسجيل مستويات قياسية في بريطانيا، ليقفز إلى أعلى معدل سنوي له منذ عام 1982، ما زاد الضغط على الحكومة لزيادة الدعم المقدم للأسر التي تواجه أزمة غلاء معيشية متفاقمة.

المصدر: وكالات

تابعونا على فيس بوك

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى