“الماتادور” .. علامة إسبانية الفارقة في كأس العالم …

“الماتادور” ..
إسبانيا، مجرّد ذكر اسمها بين عشّاق المستديرة، يحضر الانقسام بين مشجّعٍ لريال مدريد ومشجّعٍ لبرشلونة، الفريقان الإسبانيّان أصحاب أقوى وأمتع وأغلى كلاسيكو على وجه الأرض، وأصحاب أعلى وأغلى قيمة تجاريّة وتسويقيّة في العالم، وأكثر الفرق التي حصلت على بطولة الدوري الإسبانيّ وكأس الملك، مع السيطرة شبه الكاملة على البطولات الأوربيّة رغم قوّة المنافسة في هذا الميدان سواءً على الصعيد الفنّي في أرض الملعب أو على القيمة التجاريّة خارجه، ويكفي أن نذكر الرقم الخياليّ للسياحة الرياضيّة في إسبانيا والبالغ 12 مليار دولار والذي يفوق ميزانيّة عدّة دول، لنعرف أنّنا نتحدّث عن البلد الأول في الصناعة الرياضيّة.
وبرغم قوّة الدوري الاسبانيّ ومايحصل عليه من حقوق بثّ وتسويق وإعلانات واستقطاب نجوم العالم أجمع، إلّا أن صاحبة أقوى دوري لم تحصل على كأس العالم سوى مرّة واحدة عام /2010/ في جنوب إفريقيا، بعد فوزها على المنتخب الهولنديّ القويّ في ذلك الحين، وعبر فريق الأحلام الأسطوري الذي لم يتكرّر بعده في إسبانيا حتى اللحظة، والذي كان يضمّ حينذاك أقوى حارس في العالم /كاسياس/، وأقوى خط دفاع مع قلب الأسد /بويول وبيكيه/، إضافة إلى أجمل وأمتع وأقوى خط وسط بقيادة المايسترو /تشافي هيرنانديز وآنيستا/، وليلعب أمامهم في خط الهجوم /توريس ودافيد فيا/.

مشوار المنتخب الإسباني في التصفيات كان سهلاً نوعاً ما، فقد حاز على 19 نقطة نتيجة الفوز ستّ مرات وتعادل وحيد وهزيمة ثقيلة من المنتخب السويديّ لأنها الخسارة الأولى لإسبانيا منذ 28 عاماً بالتمام والكمال ضمن التصفيات.
سجّل المنتخب الإسباني 15 هدف ودخل عليه 05 أهداف، ليكون بذلك أقوى خطّ هجوم وكذلك أقوى خطّ دفاع، وليشدّ المنتخب الإسباني الرحال إلى قطر ليواجه ألمانيا واليابان والفائز من مباراة كوستاريكا ونيوزلندا، في مجموعةٍ ناريّة ستنحصر صدارتها بين الإسبان والألمان كما المتوقّع، لكنّ ذلك لا يمنع من تعكير صفو الصدارة في حال المفاجآت من الفرق المتبقيّة.
الماتادور الإسباني اليوم ليس في أفضل حال رغم صدارته للتصنيف العالميّ للفيفا، وقياساً مع الفريق الذهبيّ الذي أحرز الكأس اليتيمة، ورغم حنكة مدربه /لويس إنريكي/ ووجود لاعبين على مستوى عالٍ بالأداء الجماعيّ، والترشيحات تنصبّ عليه بالتأكيد لكن ليس بذات النسبة مع ذلك الفريق الذي أبهر العالم.
فهل سيفعلها الماتدور مرّة ثانية؟..
أم ان عشّاق المنتخب الإسباني سينتظرون طويلاً ريثما تنجب الملاعب الإسبانية لاعبين بوزن تشافي وآنيستا وبويول وكاسياس؟..
#صحيفة_الوسط_القسم_الرياضي
غسان أديب المعلم