الكتابة بين ” المزايدات المدمِّرة ” و ” الضمير الحي “
سامر أحمد ..
|| Midline-news || – الوسط ..
من المُفجع حقاً أن هناك من المهووسين بحب الظهور من لا يزال يتخذ من المزايدات المُدمرة شعاراً له ، هؤلاء أخطر على الوطن من رافعي السلاح ، مثقفٌ إن لم توافقه رأيه فهو ينعت ويردح ويكيل الشتائم بل يتفنن بها ، وهناك من يكتب لتمرير سمومه ومأربه الشخصية ، حبذا لهؤلاء لو نظروا إلى المرآة قليلاً ، رغم القناعة أنهم يتحاشون فعل ذلك كي لا يكتشفوا حقيقتهم البلهاء بصورة دامغة .
يمارسون الوصولية ، والنرجسية ، والكيدية ، وفنون الاستعراض ، هنالك من يكتب للمُحاباة على ظهر شلالات الدم ، وعلى حساب الشعب المقهور وأبنائه ، اكثير منهم يدّعي الحيادية والموضوعية وأنه ديمقراطي في طبعه وحواره ، وليبرالي في ممارساته وسلوكه ، ويعتبر نفسه منبراً للخدمة الإجتماعية ، لكن بالتزامن والتوازي ، يمارس فعل الهرولة والتنقّل والتعنصر المناطقي .
هؤلاء يريدون أن يكونوا جزءاً من عملية التحريض المُدمِّر والثرثرة البلهاء ، لنثرِ بذارٍ لزرعٍ يحصدون موسمه منافع وأموال ، وللأسف أن بعض ما يُكتب على شكل نص أو مقال ، يوظَف كعمل جُرمي ويصنف كذلك ، فوجب عليه العقاب .
عندما تكون الكتابة شأناً عاماً يخدم المجتمع ككل بموضوعية وحيادية ذات نظرة شاملة يستفيد منها القارىء ، يكون الكاتب قد احترم نفسه أولاً ومن ثم احترم القارئ ووقته الذي لم يُهدر دون جدوى ، هنا يكون الشعار ( الضمير الحي ) ، ويكون الهدف تلبية تطلعات القارئ السوري للاطلاع على وجهة نظر وطنية إنسانية بحتة .
بالتأكيد إن الإستفادة من الأخطاء حالة صحيّة ، ومحاولة تصحيحها دليلٌ على الرغبة في إنهائها ، فالعمل الحقيقي هو الذي يقدم فائدة عامة ، والإعتراف بالخطأ لا يعني على الإطلاق التقليل من شأن المخطئ مُثقفاً كان أم كاتباً أم إنساناً عادياً ، والإجتهاد التجميلي البعيد عن الواقع يكون مُدمِّراً ، وهو خطأ مقصود .
لا بد أن يكون ” الضمير الحي ” شعاراً مُقدساً ، في كل ما يُكتب أو يُنقل أو يُجتهد به ، العمل الإعلامي هو رسالةٌ ، وأسمى من أن يكون مجرد هدف .