رأي

الجذوة السورية والـ”كندل” الأمريكي! .. بشار جرار – واشنطن

فشلوا وذهبت ريحهم النتنة من أرادوا كسر سورية وتقطيع أوصالها، ذهبت الرياح بما لا تشتهي سفنهم ففشلت “سلميّتهم” وأجيال حروبهم كلها -خامسها وسادسها- حرباً وإرهاباً، تخريباً وحصاراً.

وكما كانوا أول المحرضين هم الآن آخر الناعقين، عويلهم و”عواهم” وصل ما خلف قبرص ووراء مالطا كما توعّد يوماً “الهملالي” في “ضيعة ضايعة”، رائعة الكوميديا السورية، شككوا بالتقارب العربي-السوري، هددوا بالانزعاج الأوروبي والأطلسي والوعيد الأمريكي، وما تركوا خبراً على تايم لاين سوري أو غير سوري حتى انهالوا عليه بما نضحوا فيه من جهالة وعمالة.

ما ضيرهم أن تعود العرب إلى سورية أو دمشق إلى الجامعة العربية؟ـ ما يخيفهم في جلوس الأسد على مقعد دنَّسهُ “خطيب”، ذلك الخطيب الذي نصّبته المعارضة التي نصّبتها رعاتها في زمن مُرّ قد مَرّ، رغم أنف المتاجرين بدماء الناس وحقوقهم وأحلامهم.

إهمال سقط الكلام أكثر ما يغيط سقط الناس، ولا شخصنة في هذا الوصف، فحديثي مقصور على من استعصى عليهم فهم قرارات بلا أرقام، هي في البداية والنهاية الفصل في كل ما جرى إبان “الربيع العربي” المشؤوم. لن تكون هناك جولة ثانية ولا استئناف في أحكام الجولة اليتيمة فقد انكشف الأمر وسقطت الأقنعة كلها.

المنطقة، منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة ما يعرف جغرافيا بالهلال الخصيب، وبالأخص سورية الطبيعية أو الكبرى، سيتغير حالها في ظل النظام العالمي قيد التشكل منذ سنوات، الأمر بدأ مع فشل مشروع إدارة بوش الإبن الثانية، وتعزز مع فشل مشروع إدارة باراك حسين أوباما الثانية، روسيا والصين تحديداً، لهما كلمة فيما تشهده آسيا وإفريقيا من تبدلات جيوسياسية مرتبطة بملفات موضوعية لا علاقة لهما بالسياسة بالمعنى التقليدي للمصطلح، وهي الطاقة والغذاء والمياه، وخطوط الإنتاج والنقل والقوى البشرية السكانية، من حيث معدلات الخصوبة والإنجاب، وتفاوت نسب الشباب (المنتج) مع الشيوخ (سواء من المؤمّنين أم غير المشمولين بنظم التوفير والتقاعد الرسمية والأهلية).

الجذوة السورية عادت شعلة، و”الكندل” الأمريكي وهو جهاز أطلقته شركة أمازون الأمريكية عام ٢٠٠٧ متخصصة بالقراءة الإلكترونية الأوفر من النسخ الورقية للكتب والدوريات بأنواعها، هذا “الكندل” -وتعني التسمية التأجيج أو الإشعال لجذوة القراءة والفهم والتعلم- قادر أن يشعل جذوة فضول البعض في فهم حقيقة ما يجري دون “زعبرة وجعجعة”!، سورية عادت وبقوة إن “دارت على شمعتها” -كما يقول إخوتنا المصريين- وتمت حمايتها من الطرفين، ممن يصفون أنفسهم بالمعارضة، وكذلك الذين يسيئون في ولائهم من حيث لا يدرون، فلكل مرحلة خطابها، وأهم مفردات هذا الخطاب في هذه المرحلة الانتقالية هي الحكمة والمحبة، “المحبة تدوم وتسود” كما بشّر من آمن على طريق دمشق قبل ألفيتين تقريباً، القديس بولس الرسول، الإرهابي شاؤول سابقاً..

 

إقرأ أيضاً .. يا شين “غراب البين”! ..

إقرأ أيضاَ ..  “شو” مؤامرة ما مؤامرة؟! ..

 

*كاتب ومحلل سياسي – مدرب مع برنامج الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية ..
المقال يعبر عن رأي الكاتب ..
عنوان الكاتب على basharjarrar : Twitter

 

صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
أهم الأخبار ..
بعد 3 سنوات من اختطافه.. جائزة فولتير تذهب لكاتب عراقي موسكو: الرئيسان الروسي والصيني قررا تحديد الخطوط الاستراتيجية لتعزيز التعاون الجمهوري رون ديسانتيس يعلن ترشحه للرئاسة الأميركية للعام 2024 الأربعاء البيت الأبيض يستبعد اللجوء إلى الدستور لتجاوز أزمة سقف الدين قصف متفرق مع تراجع حدة المعارك في السودان بعد سريان الهدنة محكمة تونسية تسقط دعوى ضدّ طالبين انتقدا الشرطة في أغنية ساخرة موسكو تعترض طائرتين حربيتين أميركيتين فوق البلطيق قرار فرنسي مطلع تموز بشأن قانونية حجز أملاك حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بطولة إسبانيا.. ريال سوسييداد يقترب من العودة إلى دوري الأبطال بعد 10 سنوات نحو مئة نائب أوروبي ومشرع أميركي يدعون لسحب تعيين رئيس كوب28 بولندا تشرع في تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات إف-16 ألمانيا تصدر مذكرة توقيف بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة الانتخابات الرئاسية التركية.. سنان أوغان يعلن تأييد أردوغان في الدورة الثانية أوكرانيا: زيلينسكي يؤكد خسارة باخموت ويقول "لم يتبق شيء" الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن من اليابان عن حزمة أسلحة أميركية جديدة وذخائر إلى كييف طرفا الصراع في السودان يتفقان على هدنة لأسبوع قابلة للتمديد قائد فاغنر يعلن السيطرة على باخموت وأوكرانيا تؤكد استمرار المعارك اختتام أعمال القمة العربية باعتماد بيان جدة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الجامعة العربية لتمارس دورها التاريخي في مختلف القضايا العربية رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله: نرحب بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي معتبرين ذلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربي المشترك، ونثمن الجهود العربية التي بذلت بهذا الخصوص الرئيس الأسد: أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على الدور الكبير الذي قامت به السعودية وجهودها المكثفة التي بذلتها لتعزيز المصالحة في منطقتنا ولنجاح هذه القمة الرئيس الأسد: أتوجه بالشكر العميق لرؤساء الوفود الذين رحبوا بوجودنا في القمة وعودة سورية إلى الجامعة العربية الرئيس الأسد: العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم، لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً ضد الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند الخطر العثماني ولا تنفصل عن تحدي التنمية كأولوية قصوى لمجتمعاتنا النامية، هنا يأتي دور الجامعة العربية لمناقشة القضايا المختلفة ومعالجتها شرط تطوير منظومة عملها الرئيس الأسد: علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب الرئيس الأسد: من أين يبدأ المرء حديثه والأخطار لم تعد محدقة بل محققة، يبدأ من الأمل الدافع للإنجاز والعمل السيد الرئيس بشار الأسد يلقي كلمة سورية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الرئيس سعيد: نحمد الله على عودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية بعد أن تم إحباط المؤامرات التي تهدف إلى تقسيمها وتفتيتها الرئيس التونسي قيس سعيد: أشقاؤنا في فلسطين يقدمون كل يوم جحافل الشهداء والجرحى للتحرر من نير الاحتلال الصهيوني البغيض، فضلاً عن آلاف اللاجئين الذين لا يزالون يعيشون في المخيمات، وآن للإنسانية جمعاء أن تضع حداً لهذه المظلمة الرئيس الغزواني: أشيد بعودة سورية الشقيقة إلى الحضن العربي آملاً لها أن تستعيد دورها المحوري والتاريخي في تعزيز العمل العربي المشترك، كما أرحب بأخي صاحب الفخامة الرئيس بشار الأسد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني: ما يشهده العالم من أزمات ومتغيرات يؤكد الحاجة الماسة إلى رص الصفوف وتجاوز الخلافات وتقوية العمل العربي المشترك