التفكير .. ضحية التكفير الأولى
|| Midline-news || – الوسط ..
خاص – R K ..
عندما سئل الشاب الذي حاول اغتيال الأديب نجيب محفوظ العام 1995 ان كان يعرفه أجاب بأنه لم يكن يعرفه ولم يقرأ له عملا واحدا من أعماله .. وأنه حاول قتله استجابة للفتوى الشرعية التي اتهمت الأديب محفوظ بالكفر .. والزندقة .
لم ينجح ذلك الشاب الإخواني باغتيال نجيب محفوظ صبيحة ذلك اليوم كما نجحت نسخته القاعدية بعد عشرين عاما من اغتيال ناهض حتر صباح اليوم في الأردن .
وكما لم تستهدف الطلقات الثلاث رأس ناهض حتر.. وإنما فكره والوعي المتمرد على احتكار المتطرفين دينيا للعلاقتنا مع السماء وحياتنا على الأرض .. ومحاولتهم السطو على كل الأشياء وهم من كفروا الفارابي و الرازي وابن سينا و الكندي وأحرقوا كتب الأصفهاني وابن رشد من قبل.
لم يكن قتل ناهض حتر بعيدا عن السياق السياسي الاستئصالي الذي تمارسه أطراف اقليمية ودولية باستخدام مجموعات واشنطن المعتدلة التي قصفت حلب بالكيماوي ونحرت طفلا في الثانية عشر من عمره والتي تلقى تبنيا كاملا من حكومة الأردن الذي قتل ناهض حتر أمام قصره العدلي .
ليس ناهض حتر أول الشاهدين على قبح الجهل وجنون التوحش … وهو بالتأكيد لن يكون آخرهم .. فقد سبقه محمد سعيد رمضان البوطي وفرج فودة ونجيب محفوظ وغيرهم من القامات المعرفية ..
ممن عطروا بدمائهم روح التاريخ وأصبحوا شعاعا نافذا في فضاء الانسانية كما سورية … ليست بلدا او حدود … بل فكرة أن يكون الشرق متمدنا … كما قال مفكرنا الشهيد .