أردوغان يأمر بأغلاق ألف مدرسة خاصة.. ويلدريم يعلن حل الحرس الرئاسي
اعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، ان السلطات التركية ستحل الحرس الرئاسي، وذلك بعد توقيف نحو 300 من عناصره اثر محاولة الانقلاب.
تزامنا اوقفت السلطات احد كبار مساعدي الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بتدبير الانقلاب الفاشل في 15 تموز (يوليو)، وفق ما ذكر مسؤول حكومي السبت.
واوضح المسؤول الذي لم تكشف هويته ان القوى الامنية اوقفت هايلز هانجي في محافظة طرابزون في شمال البلاد على البحر الاسود، مشيرا الى ان هانجي هو “الذراع الايمن” لغولن والمسؤول عن نقل الاموال التي تصل اليه.
وقال يلدريم في حديث تلفزيوني “لن يكون هناك حرس رئاسي، ليس هناك سبب لوجوده، لسنا بحاجة اليه”. واشار الى ان عناصر من الحرس الجمهوري كانوا بين اعضاء مجموعة دخلت مبنى التلفزيون الرسمي “تي ار تي” خلال محاولة الانقلاب الاسبوع الماضي. واجبرت هذه المجموعة مذيعة على قراءة بيان يعلن الاحكام العرفية وفرض حظر التجول.
وأضاف إن تركيا لا تعتزم تمديد حالة الطوارئ بعد انقضاء الأشهر الثلاثة المقررة لها إثر محاولة انقلاب فاشلة لكنها ستفعل ذلك إذا اقتضى الأمر. موضحا “هدفنا هو ألا تمد ولكن إذا اقتضت الحاجة فبالطبع ستمد.”
كانت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء ذكرت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمر بإغلاق أكثر من ألف مدرسة خاصة، وتمديد الفترة المسموح بها لاحتجاز المشتبه بهم من دون اتهامات، في المرسوم الأول الذي يوقعه منذ إعلان حال الطوارىء لمدة ثلاثة أشهر، فيما ندد بـ«تحيز وتحامل الاتحاد الاوروبي» ازاء تركيا، وذلك رداً على الانتقادات الموجهة إلى اجراءات القمع التي تتخذها السلطات التركية في أعقاب محاولة الانقلاب.
وأعلن أردوغان حال الطوارئ في وقت متأخر يوم الأربعاء قائلاً إنها «ستتيح للسلطات القضاء على أنصار محاولة الانقلاب الفاشلة بسرعة وفاعلية». ونفذت محاولة الانقلاب الأسبوع الماضي وقتل خلالها 246 شخصاً على الأقل.
وقالت الوكالة إن أول مرسوم يوقعه أردوغان يأمر «بإغلاق 1043 مدرسة خاصة و1229 جمعية ومؤسسة خيرية و19 نقابة عمالية و15 جامعة و35 مؤسسة طبية».
ويشتبه في أن لكل هذه المؤسسات علاقة برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، والذي يتهمه الرئيس التركي بتدبير الانقلاب الفاشل ضده.
من جهة ثانية ندد الرئيس التركي بـ«تحيز وتحامل الاتحاد الاوروبي» ازاء تركيا.
وقال أردوغان لقناة «فرانس برس 24» الفرنسية إنهم «يدلون بتصريحات متناقضة. انهم منحازون ومتحاملون وسيظلون على احكامهم المسبقة ازاء تركي». وأضاف أنه «مضى علينا 53 عاماً ونحن ننتظر على أبواب أوروبا»، بحسب الترجمة الفرنسية لاقواله.
وكان الاتحاد الاوروبي حذر من أن إعادة العمل بعقوبة الإعدام الذي أثارته تركيا بعيد الانقلاب الفاشل سيضع حداً لآمالها بالانضمام إلى هذه الكتلة.
وأوضح أردوغان أنه «إذا كان شعبي ووطني يطالب من دون توقف بتطبيق عقوبة الإعدام، وإذا وافق ممثلو الشعب في البرلمان فأنا اسف، علينا تلبية هذا الطلب». وأضاف أنه «في الانظمة الديموقراطية السيادة تعود إلى الشعب».
وتابع أن «أي بلد لم يعاني إلى هذا الحد في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي حتى في ما يتعلق بإلغاء تأشيرات الدخول»، للرعايا الاتراك، مشيراً إلى أن بلاده «في موقع أفضل من غالبية الدول التي انضمت إلى الاتحاد».
وحول أزمة المهاجرين، قال أردوغان: «لقد كنا بمثابة دروع لأوروبا. لقد قدموا وعوداً لم يتم الوفاء بها».
وكان أردوغان قال في كلمة أمام البرلمان أمس ان السلطات ستواصل سياسة الانضباط المالي وحض الراغبين على مواصلة الاستثمار في البلاد.
ووجه أردوغان الشكر إلى كل الأحزاب السياسية في البرلمان لتأييدها قراره إعلان حال الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بغية تمكين السلطات من ملاحقة مؤيدي الإنقلاب. وأضاف: «اعتقد البعض أن الاقتصاد سينهار إذا أعلنت حال الطوارئ. أدعو المستثمرين إلى مواصلة الاستثمار (في تركيا)».