كشكول الوسط

يرسـم وجهه وثـنـائـيـات كأيـقـونات روحـيـة .. تـيـسـيـر رمـضـان : لوحاتي تميّز فني وتشكّل علامات فارقة ..

غياب الحركة النقدية سببه دخلاء وسائل التواصل الاجتماعي !..

|| Midline-news || – الوسط …
حوار : روعـة يـونـس ..
.

للوهلة الأولى، تشعر أنك أمام لوحة واحدة له. لكن بنظرة تأملية إلى أعماله، تلمس تميز كل لوحة عن باقي اللوحات ..
سرّ فنه، يكمن في لوحة وجه واحد (يشبهه) لكن للوجه في كل مرة معنى وتعبيرا ورسالة. لذا متلقي فنه التشكيلي الجميل يقف أمام لوحة، أشبه بأيقونات، إنما أيقونات العصر الحالي، يلبس كل منها ملامح الفرح أو الحزن أو الحب أو القلق.

الفنان التشكيلي تيسير رمضان ، معنا هنا في حوار “الوسط” معه .. وحضر بكل لطفه وهدوئه وآرائه الصادقة ومراحله الفنية وآماله وطموحاته.

خربشات على الجدران ..

 

:: لاشك بداية ستقول لي أنك اكتشفت موهبتك في الرسم حين بدأت بالرسم على الورق!

Ξ كمعظم الأطفال الذين يتمتعون بموهبة الرسم بدأت بالرسم صغيراً. لكن ليس على الورق! بل خربشات على الجدارن، خطوط ورسم فتاة وطفل! وتلك الخطوط لم تكن عبثية كنت أحاور فيها شيئاً ما لا يستطيع الكلام إيصاله.. وكان نواة حقيقية لشيء كبير.. أتمنى حقاً العودة إليه يوماً ما.

فرص حقيقية ..

 

:: فيما بعد وحين شاركت في المعارض الجماعية، هل اكتشفت حقيقة إمكانياتك الفنية وماهية إبداعك، من خلال الوقوف على أهمية تجربتك وبالتالي تجارب الآخرين؟

Ξ صحيح، المعارض المشتركة تعتبر فرصة حقيقية للإطلاع على تجارب الآخرين ومنافستهم للوصول إلى عمل فني متكامل من حيث الفكرة والإبداع التقني. مثلما تُعرّف الفنان على قدراته وهويته الفنية.

:: أقمت معارض فردية؟ ماذا حققت لك كفنان تشكيلي؟

Ξ المعارض الفنية التي أقمتها كانت تشكل مراحل مختلفة في مسيرتي الفنية. الشيء المهم فيها مواجهة الجمهور متعدد الثقافات من المختصين والمتلقين والاستفادة من كل الملاحظات والآراء.

بصمة خاصة ..

 

:: ترى أن لوحاتك بصمات.. وبالفعل، لا يمكن لأي متلقي أن يشاهد جزء من لوحة لا لوحة كاملة لك، إلاّ ويعرف أنك من رسمها؟ هل البصمة أمر إيجابي دائماً؟ أقصد ألا تفتقد “التنويع” في الفن؟

Ξ البصمة هي بصمة المرحلة التي يعمل عليها الفنان، والتنويع بحسب المراحل التي وصل إليها. بالنسبة لي حاولت التأكيد على مرحلتي الأخيرة بكل ما فيها من إضافات تخصني وتميزني عن الآخرين الذين أخذوا عني وهم كثر! أؤكد أن ما وصلت إليه يخصني بما تمّ  وراكمته من إضافات ومفاهيم من خلال الخبرة والعمل المستمر. ولازال أمامي الكثير من الخطوات التي ستأتي في حينها.

:: معظم لوحاتك بورتريه امرأة وأحياناً ثنائية المرأة والرجل، بذات الملامح، ومن خلال وجهيهما تعرض قصص الحب الفراق الشوق الحياة الحرب الحزن الفرح الفقر الانتصار الانكسار؟

Ξ نعم صحيح، هي واحدة، وأحيانا ثنائية، ولكل لوحة قصتها، قد تحاكي حالة معينة بتعابير الوجه، وقد تكون قصة معينة تقولها ثنائية. ولدي إصرار على رسم هذا الوجه بهذه المعاني لأنه يحمل خصوصيتي ذات العلامة الفارقة.

وجهها وجهي ..

 

:: بالمناسبة، من المرات القليلة التي أرى فناناً، كل البورتريه والوجوه التي يرسمها كما لو أنها تشبهه بشكل ما. هل ترسم “تيسير” المخبأ في أعماقك؟

Ξ ملاحظتك دقيقة .. بكل تأكيد أرسم وجهي، سواء كان وجه امرأة أو رجل، فهذا الوجه وجهي .. وتلك القصة قصتي .. لذا أنهل من منبع الذات وهنا يتجلى الصدق وهو في المحصلة النهائية غاية العمل الفني.

رسائل محبة ..

 

:: كان ذاك إحساسي الشخصي.. لكن المتلقي غالباً يشعر في وجوه لوحاتك ملمحاً ملائكياً. بل ثمة لوحات يبدو فيها كأنك ترسم مريم العذراء وابنها يسوع المسيح. كما ذكر البعض من زملائك ؟ 

Ξ أجل .. أستطيع القول أن لوحاتي تحاكي الأيقونة بكل ما فيها من روحانية و قيم إنسانية راقية وشفافية مطلقة. فجاءت الأعمال رسائل محبة إلى الوجود برمته واستطعت إيصالها إلى العالم.

مراحل مختلفة ..

 

:: ربما كان لديك في مرحلة من مراحل تجربتك تنوعاً في التشكيل، لوحات طبيعة، بشر، أمكنة، أفكار أخرى؟ إن كان ذلك صحيحاً: منذ متى انتقلت إلى الاكتفاء برسم الوجوه؟

Ξ كان لي أن مررت في 4 مراحل بتجربتي الفنية بدءاً من الواقعية فالانطباعية والتجريد. وقد اعتمدت فيما مضى على التشكيل وقيم اللون. إلى أن وصلت إلى هذه المرحلة التعبيرية بحالتها الروحانية ذات الطابع المميز.

من رحم الحرب ..

 

:: أنا لا أقول أن فنّك لم يرصد الحرب! أنا أسأل عن ندرة مساهماتك كفنان تشكيلي في نقل آثار الحرب الهمجية على القماش الخام ؟

Ξ أعتقد أن مرحلتي الفنية الحالية، ولدت من رحم  ما جرى ويجري من حرب همجية بحق البشر والشجر والحجر في بلدي، فكانت الوجوه الصامتة تراجيدياً لما حدث في أبشع صوره، تروي حالة لا تستطيع كل لغات العالم ترجمتها.

اختلاط الحابل بالنابل ..

 

:: عادة تسأل الفنان عن لوحاته في ماضيه وحاضره. لكننا نريد معرفة طموحاتك المستقبلية، وما تتطلع إليه من خلال فن التشكيل؟

Ξ أطمح إلى المزيد من العطاء فلا حدود للأشياء لدي. وأعلم يقيناً أنه لدي الكثير من الأفكار، وريما القليل من الوقت.. أتمنى تقديم أكثر ما أستطيع، وعزائي أنني لازلت أعمل الجواب.

:: هل تعتقد بوجود حركة نقدية تتابع الحركة التشكيلية المزدهرة؟ وما رأيك فيما يُكتب من نقد على ندرته؟

Ξ لايوجد حركة نقد فني! والسبب وجود بعض الدخلاء بواسطة وسائل التواصل! فاختلط الحابل بالنابل، وبتنا في مشكلة كبيرة ضاعت فيه الأصول وغاب النقد والناقد.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى