وما بجناحِ غيري قد عَلوتُ .. هشام الكفارنة

|| Midline-news || – الوسط …
.
عاد فناننا من سفر طويل.. سأل عن الوسط وناسها.. فقلتُ: الإجابة مقابل قصيدة.
قال: أحلى ابتزاز. لأن نشر القصائد والقصص والأدب والفنون بأنواعها والعناية بها هو ما يشيع الجمال والتنوير بين البشر.
من جهتي، كذائقة خاصة، أجد هذه القصيدة من عظيم قصائد شاعرنا وفناننا القدير هشام الكفارنة وجليلها، بل وإكليلها.
***
سَلي وَصِلي فإِني ما سَلوتُ
وَمَا يَوماً نَسيتُ وَلا سَهوتُ
وَما وَدَعتُكم طَوعاً وَلا لا
هَجرتُ ولا لأَحبابي قَليتُ
فلا نامَت عَلى بُعد ٍعُيوني
ولا هَجعَت وَلا سَهواً غَفوتُ
على وَجعي أَعضُّ فَسامحيني
وَما عُمري اَيا عمري شَكوتُ
واحبس دمعتي إن ضَجَّ قلبي
واُخفيها بصمتٍ إِن بَكيتُ
وَحزتُ الصبرَ يا ما قد بَراني
بشفرتِه وَلكن مَا بليتُ
اَضيئيني وَ هُزّي نخلَ روحي
وُزفيني إلى ما قَد صَبوتُ
اَعينيني عَلى البلوى إِذا مَا
على تَعبي عَثرتُ وإِن كَبوتُ
اَما بَذلَت يَداي لكُم وَاَعلَت
لَكُم شَاناً وَحَسبي ما بَنيتُ
رصدتُ جنى ودادي في فؤادي
وماسَت بي الخُطوبُ وَقد سَموتُ
يقولونَ إجتبى ركناً قصيا
وماذا ضرّهم أني إجتبيتُ
سَأعذرُهُم وإن هاجوا وماجوا
وادعوهم لكرمي ما دعوتُ
وَاعجزُهم بشعري ان يجيئوا
ببعضِ البعضِ مما قد اتيتُ
بسحري يا لقافيتي اذا ما
سكبتُ الوردَ فيها إذ رويتُ
وعِطري فاضحٌ عطري ويسبي
قلوب العاشقين إذا سطوتُ
على نبضِ القصيدةِ باحتراقي
ليزدهيَ القصيدُ بما كسوتُ
بودّي فاقَ حُسنَ الوصفِ ودّي
وعهدي إِن بدا منّي وفيتُ
بحرفي ساطع كالحقِّ يُحيي
وارفقُ بالعَذولِ إذا هَجوتُ
يُحايلُها بُحورَ الشعرِ نبضي
ويفتنُ سَهمُ نَظمي إِن رَميتُ
أُحلِّق ُ حينَ يَسمو بي جَناحي
وما بجناحِ غيري قد عَلوتُ
وفزتُ بما يليقُ بِعُمقِ فنّي
لذا ها فوق عَرشي استويتُ
لاني واثقٌ مِن سحرِ روحي
تبدى في رياضك فاكتفيتُ
بنبعِ هواكِ يُسعفني بريٍّ
يَبلُّ القلبَ لكن ما رُويتُ
فارَّقَني الظما فازددتُ شَوقاً
واغرَقَني ولكنّي طفوتُ
سَلي تصلي إلى لألاءِ بوحي
فقد فَتَّ الجوارحَ مالقيتُ
وَمَا نالت صُروفُ الدهرِ مني
وشابَ الدهرُ عَنّي ما شقيتُ
اُشاكِسُ لُجةَ الآلام ِ عَلّي
اظلُّ كَما الجبالِ ولو مَضيتُ