اقتصاد

هل تستجيب أوروبا لواشنطن وتحاصر بكين؟

استبقت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” زيارتها إلى بكين المقررة الأسبوع المقبل بخطاب حول العلاقات الأوروبية- الصينية وصفه مراقبون بأنه متشدد، شددت فيه أن على أوروبا اللجوء إلى ما وصفته أدوات دفاعية جديدة في علاقتها مع الصين.

ابتعاد أوروبا عن المخاطر

وبدت لهجة خطاب “فون دير لاين” بدت قوية وأقرب إلى الموقف الأميركي من الصين، رغم تأكيدها أن الهدف ليس فك ارتباط مع الصين، بل ابتعاد أوروبا عن المخاطر.

وتأتي زيارة المسؤولة الأوروبية لبكين في وقت يحتدم فيه الصراع بين الولايات المتحدة والصين، سواء في شأن ما تراه واشنطن مساندة صينية لروسيا في الحرب أو الخلاف في شأن تايوان، حيث تصعد واشنطن إجراءاتها الاقتصادية والتجارية تجاه بكين، وتضغط الأولى على حلفائها الأوروبيين للحد من علاقاتهم التجارية والاقتصادية مع الأخيرة.

لم تتم المصادقة بعد

في هذا الإطار عارضت “فون دير لاين” ما سمته دعم بكين لموسكو، وانتقدت الرئيس الصيني شي جينبينغ بشكل شخصي، وقالت: “بدلاً من التردد بسبب الحرب في أوكرانيا يحتفظ الرئيس الصيني شي بصداقته اللامحدودة مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، مضيفة: “الاتحاد الأوروبي بحاجة لإعادة تقييم الاتفاقية الشاملة للاستثمار مع الصين التي لم تتم المصادقة عليها بعد، وتم تجميد المفاوضات بشأنها منذ 2021”.

تحذير صيني

في المقابل حذر سفير الصين لدى الاتحاد الأوروبي “فو تسونغ” دول الاتحاد من أن وقف علاقاتها التجارية والاقتصادية مع بكين، وقال:”لن يكون في صالحها”، وطالب دول أوروبا برفض ضغوط واشنطن المطالبة بوقف التجارة مع بكين.

وفي مقابلة له مع صحيفة “فاينانشيال تايمز” قال “فو تسونغ”: “الولايات المتحدة لن تدخر جهداً في تخريب العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، مضيفاً: “التوجهات الحمائية تشهد صعوداً في أوروبا الآن.. من يملك عقلاً سليماً يمكنه أن يضحي بوقف العلاقات مع سوق صاعدة بحجم السوق الصينية؟”.

وطالب السفير الصيني السياسيين الأوروبيين بألا تكون مواقفهم معارضة لتوجهات الأعمال والشركات الأوروبية الراغبة في الاستثمار بالصين، وقال: “نأمل أن ترى الحكومات الأوروبية والسياسيون الأوروبيون أين توجد مصالحهم، وأن يرفضوا الضغوط غير المنطقية من قبل الولايات المتحدة”.

وأشار السفير الصيني إلى أن بكين لن تقف متكوفة الأيدي أمام الإضرار بمصالحها، وأن الدول الأوروبية التي تستجيب للضغوط الأميركية وتوقف علاقاتها مع بكين أو تفرض عليها قيوداً يجب أن تتوقع رداً، واعتبر ذلك إشارة إلى أول الدول الأوروبية التي استجابت للضغوط الأميركية، وهي هولندا، التي أعلنت فرض قيود على تصدير تكنولوجيا صناعة أشباه الموصلات المتقدمة لديها إلى الصين، والذي اعتبره فو تسونغ خضوعاً للضغوط من الولايات المتحدة.

وعلق السفير الصيني على الإجراء الهولندي قائلاً في مقابلته الصحافية: “عليهم أن يدركوا حقيقة أن الصين لن تقف ساكنة بينما مصالحها يتم التلاعب بها بهذا الشكل دون أن أن تتخذ إجراءات مضادة”.

واعتبر السفير الصيني لدى بروكسل أن من الخطأ أن تسمح دول الاتحاد الأوروبي للأزمة في أوكرانيا أن تملي عليهم طريقة علاقتهم مع الصين، وقال: “لا أظن أن هذا توجه منطقي في ربط العلاقات مع الصين بالأزمة الأوكرانية فقط”، مضيفاً: “المصالح الأمنية المشروعة” لروسيا يجب احترامها، فالوضع “ليس أبيض وأسود كما يعتقد بعض الناس”.

المصدر: إندبندنت عربية

صفحاتنا على فيس بوك – قناة التيليغرام – تويتر twitter

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى