هكذا زدنا البطالة ؟!… ياسر حمزه

|| Midline-news || – الوسط …
على مدى سنوات خلت كانت جميع القرارات التي صدرت عن الجهات المعنية فيما يخص الحد من البطالة فاشلة بامتياز وارتجالية , وبدلا من النزول بارقام البطالة الى حدودها الدنيا كانت نتائج هذه القرارات عكسية ووصلت البطالة الى حدود وارقام لم يسبق لها مثيل , وجاءت الازمة التي لحقت بالبلاد لتزيد الامر سوءا لان هذه القرارات في مجملها لم تنل حظها من الدراسة ولم يعدها اهل الخبرة والدراية باحوال الناس , فمن بدعة مكتب العمل حيث فرض على أي شخص يريد العمل في مؤسسات الدولة أن يكون مسجلاً في مكتب العمل وله دور يؤهله للتقدم لأي من مسابقات الدولة، وهنا حدث التلاعب الكبير أيضاً بالترتيب والفئات وفشلت التجرية ,واقتصر عمل مكتب العمل على المصادقة على المسابقات أي شاهد زور .
وبعد هذه التجربة المحبطة صدر قرار بمنع التعيين إلا بموجب مسابقة ليتبين لاحقاً أن جميع المسابقات التي كانت تصدر عن الجهات المعنية كانت مفصلة على مقاس موظفيها الذين هم على رأس عملهم لتثبيتهم، اذاً الخطوة كانت فاشلة ايضا بامتياز، ولم تحد من مشكلة البطالة وكان أي قرار أو خطوة تصدر من الجهات المعنية فيما يخص التعيين يقابلها تقليص صلاحيات المديرين العامين و الوزراء في التعيين, فبداية كان للمدير العام الحق بالتعيين بعقد سنوي ومؤقت ولمدة ثلاثة أشهر فمنعوا المدير العام من ذلك وأناطوا الأمر بالوزير المختص ثم سمحوا فقط للوزير المختص بالتعيين لمدة ثلاثة أشهر , و على الرغم مما كان يشوب قرارات التعيين المؤقتة التي كان يتخذها المدير العام أو الوزير المختص من شوائب الواسطة والمحسوبية لكنها كانت تمتص جزءا لابأس به من البطالة على امتداد الجغرافية السورية.
وجاء القرار الأخير من مجلس الوزراء وهو القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقولون ومنعوا الوزير المختص من التعيين حتى لثلاثة اشهر، وهكذا كانت الحلقة الأخيرة من سد أبواب الحياة وسبل العيش أمام الناس بفسحة الأمل هذه التي كان يوفرها التعيين لهؤلاء لمدة محدودة جداً ولكنها كانت تشعر هؤلاء الناس بكرامتهم وأنهم يعملون .
طبعاً حجة أو حيثيات هذا القرار انه بعد الزيادة الأخيرة على الرواتب والأجور أصبحت رواتب هؤلاء كبيرة جداً ولا طاقة للوزارات على تسديدها ,وكان قد سبق هذا القرار انهاء عقود تشغيل العاملين بالخبرة أو ما يعرف بعقود الخبرة.
ماذا بعد أيها السادة, ألا تنظرون وراءكم وترون ان قراراتكم كل هذه السنوات قد وصلت بالبطالة في سورية حداً لم تصله من قبل، ألا تدركون ما تفعلون لهؤلاء الناس وخاصة فئة الشباب الخريجين عندما لا يجدون عملاً ، هل حقاً لا تدركون خطورة الموقف فاذا كنتم لا تدركون فتلك مصيبة واذا كنتم تدركون وتصرون على اصدار مثل هذه القرارات الفاشلة فالمصيبة أعظم….