هجمات مومباي تسكن في ذاكرة الهند.. جحيم استمر لـ ثلاثة أيام كاملة

لاتزال هجمات مومباي الدامية تعشش في الذاكرة الهندية منذ عام 2008، حيث يروي كثيرون ممن نجو من جحيم تلك الهجمات اللحظات المروعة التي عاشوها.
ففي يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2008، تسلل عشرة مسلحين باكستانيين إلى الهند عبر البحر وحوّلوا مراكز حيوية عدة في مدينة مومباي إلى جحيم استمر مدة ثلاثة أيام كاملة قبل أن تتمكن قوات الجيش الهندي من السيطرة على الوضع.
المسلحون المدججون ببنادق (إى كي 47) وقنابل يدوية تفرقوا إلى مجموعتين وهاجموا مستشفى ومحطة القطار الرئيسة ومعبد يهودي وفندق تاج محل الشهير في العاصمة الاقتصادية للهند ما أسفر عن مقتل 166 شخصاُ وإصابة المئات.
الهجومٍ الذي شنه مسلحون على مومباي، يعد أحد أضخم الهجمات الإرهابية في الذاكرة الحديثة، وفي هذا الهجوم، بدأ فريق من عشرة مهاجمين من جماعة عسكر طيبة هجومهم على مومباي في 26 تشرين الثاني 2008، قرابة الساعة 21:30، واستهدفت سلسلةٌ من الهجمات بالقنابل وعمليات إطلاق النار مقهى ليوبولد، وسيارتي أجرة، وفندقي تاج محل وأوبروي ترايدنت، ودار ناريمان، مركز يهودي للعبادة والتجمع، وبحلول صباح يوم 27 تشرين الثاني، تمكّنت قوات الأمن الهندية من تأمين جميع المواقع باستثناء فندق قصر تاج محل، الذي ظلَّ تحت الحصار حتى 29 تشرين الثاني.
خلال الهجمات، قُتل تسعة من عناصر عسكر طيبة، كما كان من المفترض أن يحدث، كونها كانت مهمة انتحارية، لكن أحدهم لم يقتل، وألقي القبض على محمد أجمل كساب، ما أعطى الهند للمرة الأولى معتقلاً ذا قيمة عالية من حيث إمكانية استجوابه، والحصول على معلومات ثمينة.
العنصر الفريد الآخر للهجوم، إضافة إلى القبض على كساب، هو أن عسكر طيبة استهدفتِ الرعايا الأجانب، جنباً إلى جنب، مع المدنيين الهنود، وكان 25 من القتلى، وقرابة أربعين من المصابين، من دولٍ غربية ودول أخرى، لا سيما الولايات المتحدة و إسرائيل وألمانيا وأستراليا، وبذل الإرهابيون جهداً خاصاً لاستهداف اليهود الذين تعرضوا للتعذيب الوحشي قبل قتلهم.
البعد الدولي للهجوم جعل وكالات إنفاذ القانون الأجنبية تشارك في التحقيق اللاحق، وقد منحتِ الهند مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) حق الوصول الى كساب الذي أكد أنه وجميع المهاجمين الآخرين مواطنون باكستانيون، ومن بين النتائج الرئيسة التي توصلت إليها التحقيقات أن فريق الهجوم الإرهابي كان يوجّه في كل مراحله من قبل فريق عمل يقع مقره في لاهور داخل باكستان.
وفي أعقاب هجمات مومباي، تعهدت باكستان بالمساعدة في قمع تهديد الإرهابيين الذي ينشأ من أراضيها، وقد أعرب رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف عن أسفه بعد هجمات مومباي، قائلاً: “لا يمكنك إدارة دولة إذا كان لديك حكومتان أو ثلاث حكومات موازية، يجب أن يتوقف هذا الأمر”.
وأعدمت الهند محمد أجمل كساب شنقاً وهو الناجي الوحيد من بين منفذي هجمات مومباي (العاصمة المالية للهند) في 2008، بعدما تم تأكيد هذا الحكم من طرف المحكمة العليا الهندية.